أجهزة «نت بوك».. تكتسح الأسواق الفقيرة

توقع العديد من الخبراء قبل سنوات قليلة فقط أن يحجم المستهلكون عن استخدام أجهزة «نت بوك» («دفاتر الشبكة»). فمع استهلاكها طاقة أقل من أجهزة «اللابتوب» التقليدية وتجهيزها بشاشة ولوحة مفاتيح صغيرتين فضلا عن ضخامة حجمها الذي هو أكثر من الهاتف الجوال بدت هذه الأجهزة كما لو أنها جاءت لكي تحل مشكلة غير موجودة أصلا لا يشكو منها أحد. ولكن بفضل التصميم الجيد وحياة البطارية المعقولة وفوق كل ذلك كله سعرها الرخيص انطلقت هذه الأجهزة وانتعش سوقها. وبعد انقضاء سنوات على هذا التاريخ شرع كثير من الناس يعتمدون عليها كجهاز جوال خفيف الوزن يستخدم كـ«لابتوب» ثان.

* جهاز شبكي عالمي


* ولكن «نت بوك» هذا على وشك التنوع والتنامي. فقد شرعت شركة صينية تدعى «سكايتون» بعرض الجهاز الأول منها الذي يقوم بتشغيل «أندرويد» نظام التشغيل الذي طورته «غوغل» الذي يعمل حاليا على جهاز واحد فقط¡ وهو الهاتف الجوال «جي 1». واستخدام «أندرويد» هو أمر منطقي بالنسبة إلى «سكايتون» لكون جهاز «نت بوك» الذي أنتجته ضئيل ومبسط حتى بمقاييس هذه الأجهزة. فهو يدعم 128 ميغابيت من الذاكرة العشوائية «رام» وقدرة تخزين تصل إلى 4 ميغابايت على قرص أساسه فلاش بالحالة الصلبة. والأهم من ذلك كله هو أن وحدة المعالجة المركزية فيه هي شريحة ARM 11 التي توجد داخل هواتف «آي فون».


وهذا الجهاز المسمى «ألفا 680» يشترك في كثير من المزايا مع الهاتف الجوال منه مع «اللابتوب» العادي على حد قول فيل سوليس المحلل في مؤسسة «أيه بي آي» ريسيرتش. ويتوقع أن يتدنى سعره بنحو 250 دولارا أقل من بعض الهواتف الذكية. ومثل هذا الجهاز المجرد من كثير من المزايا قد يشير إلى اتجاه معين جديد¡ كما يضيف سوليس في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» التي يصدرها معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة مع مزيد من أجهزة «نت بوك» التي شرعت تعتمد شرائح الهواتف الجوالة المعروفة بكفاءتها في استهلاك الطاقة وعلى أنظمة تشغيلها.

ويقول سوليس إنه لا يمكن تشغيل «ويندوز» على شريحة ARM لكن جميع أنظمة التشغيل الجوالة مصنوعة لكي تعمل عليها. وهذا ما يفتحها لكي تعمل على «ويندوز سي إي سيمبيان» وعلى «أندرويد». والأخيران مصممان للعمل في حيز ضيق.
وحاليا تستخدم أغلبية أجهزة «نت بوك» معالج «أتوم» من «إنتل» الذي شيد مستخدما هندسة «إكس86» المعتمدة في أغلبية الكومبيوترات المكتبية في الشركات وأجهزة «اللابتوب» وشرائح الخادمات. والعديد من أجهزة «نت بوك» تحصل على نحو ساعة من الطاقة لخلية البطارية الواحدة. ويقول سوليس إنه يمكن مع دفتر الملاحظات الإلكتروني (الحاسوب الدفتري) المعتمد على ARM الحصول على ثمان ساعات من التيار الكهربائي من بطارية مكونة من ثلاث خلايا.


وفي الوقت الذي تشكل حياة البطارية الطويلة أمرا جذابا هناك مسألة مهمة. «فإذا كنت تبحث عن «لاب توب» سريع وقوي فذلك يعني أن أجهزة «نت بوك» ليست لك» كما يقول سوليس ولكن «إذا كنت تبحث عن شيء يدوم طوال اليوم من دون إعادة شحنه وحتى بسعر أرخص فإن مثل هذه الأجهزة قد تكون مناسبة». وقد جرى تعديل نظام «أندرويد» للاستفادة من الكميات المنتجة من أجهزة «نت بوك» من قبل شركات التصنيع الراغبة في استخدام نظام تشغيل مفتوح المصدر الذي تقف «غوغل» وراءه بكل ثقلها.

وليس من الواضح حتى الآن مدى تأثير «غوغل» على تطور «أندرويد». وتقول الشركة إن « «أندرويد» يعتبر مصدرا مجانيا مفتوحا للأجهزة الجوالة المحمولة. وهذا يعني أن بإمكان أي شخص أن يضيف رمزا على منصة «أندرويد» أو تنزيله لتأسيس جهاز جوال من دون أي قيود. وقد صممت منصة «أندرويد» للهواتف الذكية منذ البداية للنزول إلى مستوى مميزات الهواتف والصعود إلى مستوى أجهزة الإنترنت الجوالة والأجهزة التي هي على نسق «نت بوك».

* واجهة تفاعل

* وإذا كان جهاز «ألفا 680» يمثل أي إشارة فقد لا يكون من السهل جعل «أندرويد» يعمل بسلاسة على «نت بوك». ويقول سوليس إن العروض الأولى كشفت أن نظام التشغيل بحاجة إلى معالجة كبيرة لكي يعمل بشكل صحيح على جهاز «سكايتون». واستدرك قائلا أن «أندرويد» ليس جاهزا بعد وعليهم أن يطوروه كثيرا لجعله يعمل جيدا على «نت بوك».

والمشكلة الرئيسية هنا تدور حول واجهة التفاعل الخاصة بالمستخدم. «فجعل واجهة التفاعل تعمل جيدا هو من الأمور الصعبة» كما يقول مارك مورفي مطور «أندرويد» والمساهم في مدونة «أندرويد غايس». فالأمر يتعلق بالتأكد من أن العتاد والبرنامج يتواصلان بشكل فعال مع بعضهما بعضا كما أنه يشكل حالة مختلفة بالنسبة إلى كل جهاز. وإحدى المسائل هي التأكد من أن واجهة التفاعل والتطبيقات تتأقلم بشكل صحيح مع حجم الشاشة الأكبر لجهاز «نت بوك».

ويقول مورفي أيضا أن «أندرويد» مصمم للعمل مع الشاشات العاملة باللمس والرقع التوجيهية وكرات التعقب التي تعمل كأجهزة تأشير.
وعلى الرغم من أن أغلبية منتجي الأجهزة الجوالة تقوم بدعم «أندرويد» علانية فإنه من غير الواضح أي هي شركات إنتاج «اللابتوب» الكبرى التي قد تختار ARM و«أندرويد» بدلا من «ويندوز» و«أتوم» من «إنتيل».

ومع الشائعات القائلة إن أجهزة «أندرويد» أخرى شرعت بالبروز فإنه سيكون هناك المزيد من الضغط على نظام التشغيل هذا لكي ينجز ويعمل سواء على صعيد المطورين أو المستهلكين. ومن الضروري أن يكون هناك نوع من التجانس في أسلوب تطبيق «أندرويد» كما يقول شيتان شارما المحلل الذي يدير مؤسسته الخاصة «إساكوا» في ولاية واشنطن في أميركا وإلا توجب على المطورين اختيار نسخة معينة منه للعمل عليها بدلا من القدرة على العمل عليه كله. لذلك يختار المستهلكون من جهتهم كما هو متوقع برامج موثوق بها سهلة الاستخدام على حد قوله.

«ويبدو أن «أندرويد» قد وصل إلى نقطة الحقيقة» كما يقول شارما «لأنه إذا جرى تطوير جميع التطبيقات بشكل خال من الأخطاء فإن ذلك يعني أن جميع المسائل الأخرى غير الصحيحة التي ابتليت بها صناعة الأجهزة الجوالة هي في طريقها إلى الحل». لكنه يؤكد أن على منتجي الأجهزة تعديل «أندرويد» وفقا لمنتجاتهم هم الذي قد ينتج بالتالي أشكالا وأنواعا مختلفة منه.
وسواء كان «أندرويد» جاهزا أم لا فإن أجهزة «نت بوك» في طريقها إلى الازدهار كما يتوقع كيفين بيردين المحلل الآخر في مؤسسة «أي بي آي» للأبحاث. فالمستهلكون راغبون في أن يكون سعر هذا الجهاز الواحد منها 150 دولارا كما إنهم راغبون أن يلهوا بها أولادهم وعندما يتحطم واحد منها يرموه في النفايات ويقتنون واحدا جديدا على حد قوله.

والأكثر من ذلك فإن أجهزة «نت بوك» هذه من الطرف المتدني البسيط قد تشق طريقها في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند وفقا لسوليس «لأنها تنفتح على الأشخاص القادرين على توفير 200 دولار لشراء واحد منها وليس 500 دولار لشراء جهاز آخر».

Silverhok