المثلث
الرحمات البطريرك
الياس
الرابع معوض
1914 ـ 21 / 6 / 1979
هل انـتـقــــل غـبـطـتـه
مســـمـومــاً ؟
بعد أيام ستمر ذكرى انتقال المثلث
الرحمات البطريرك الياس الرابع معوض الحادية والثلاثون , واستطراداً لمقالاتي الأربعة
عن غبطته ,والتي نشرت في عدة مواقع , فإنني أجد نفسي ملزماً بكتابة هذا المقال ,
عربون وفاء , ومحبة , وتقدير لذكراه العطرة , وخاصة في هذه الأيام التي نتذكر فيها
أيامه وساعاته الأخيرة قبل انتقاله إلى الأخدار السماوية , راجين من روحه الطاهرة
المقدسة أن تصلي من أجلنا , وأن تتشفع لنا .
بعد انتقال غبطته , ومروراً بدفنه وإلى
اليوم , هناك سؤال يتردد في أذهان وأفكار وقلوب كل من عرفه , وهو هل انتقل غبطته
إلى الأخدار السماوية انتقالاً طبيعياً ؟ أم أن انتقاله كان بسبب تسميمه ! .
سؤال لا يوجد جواب رسمـــي وشرعي عليه ,
وسيبقى قيد التداول لدى المؤمنين حتى تحين الساعة وفجر القيامة , ولاســـيما بأن
ما حدث في جثمانه الطاهر بعد وضعه على كرسي العرش في الكاتدرائية المريمية, من
تشوهات جلدية ورائحة غير مستساغة , دعت المشرفين في لجنة التنظيم إلى رش عطور
باهظة الثمن تبرع بها المرحوم اسكندر كزما , وتسليط أجهزة التبريد عليه , ومن ثم
إنشاء غرفة زجاجية حوله , ووضع أجهزة شفط لطرد الرائحة , وتغطية وجهه بالستر
الكبير , بالإضافة إلى حوادث أخرى,كانت ومازالت حديث أبرشية دمشق التي صعقت بما
يحدث أمام أعينها , و دعى المؤمنين والمحبين إلى التساؤل والتعجب والاندهاش
والتحسر والألم .
و بالإضافة لما قيل عن لسان المحنط الذي
قام بتحنيط غبطته من تدخل بعض السادة الأطباء في عملية التحنيط ـ وبالتأكيد من محبتهم للراحل الكبير ـ وقيامه
بتنفيذ ما يقولوه , وعدم اعتراضه على أقوالهم , رغم عدم قناعته بها , والذي حسبما
نقل عنه قوله تقريباً : ماذا أقول أنا الموظف الصغير أمام نطاسيين كبار يقولون لي
افعل هذا وافعل ذاك .
وللذكرى والتاريخ أجد نفسي ملزماً بذكر
بعض المنشورات والحديث الذي جرى حول عملية تشريح الجثمان , دون أن يكون لمقالي هذا
أي دوافع غريبة , ولا أبتغي منه إلا الإعلان عما رافق الانتقال من ملابسات , ولا
سيما بأن من كان خارج دمشق لا يعلم عنها شيئاً , بل ويؤكد البعض بأن هذا لم يحدث
لأنه لم يسمع به!
يقول الصوت الصارخ في البرية الأرثوذكسية
الشماس والمحامي والكاتب اللاهوتي اسبيرو جبور ـ أمد وأطال الله في عمره ـ في منشور وصلني إلى أثينا مؤرخ على الأرجح بتاريخ 24 / 11 / 1996 وكان بعنوان "
دفاعاً عن الأرثوذكسية " ما يلي :
<< صدر في الإنكليزية كتاب كبير
عن اغتيال المتصهين للبابا السابق , ويجب أن يصدر مثله عن اغتيال البطريرك القديس
الياس الرابع معوض , أتحدى أصحاب السيادة المطارنة قربان وكوستا وأليكسي وجورج خضر
أن يضعوا أيديهم على شاغورة صيدنايا ويعترفوا بما عرفوه وسمعوه من صحبهم العديدين
في دمشق عن صراخ العبقري الألمعي الدكتور يوسف صايغ حين شاهد البطريرك : "
هذه ليست جلطة " , وسمع الجمهور الغفير مشادة صايغ مع المحنط لئلا يرفع
الأحشاء , ومع نقولا معوض المطالب بالتحليل الطبي , وسألت الأب طيار عن الأحشاء
التي أخفيت فاعترف .
السنكسار مترع بأخبار الشهداء , الياس
معوض شهيد , علينا أن نجمع المعلومات عنه, المطران كوستا مؤهل لاستجواب صحبه في
حضرة المطران جورج والشماس اسبيرو ليدونا معاً من. لن تموت هذه القضية , لماذا طوى المجمع قضية
حقيبة الأيقونات >> .
وللعلم فإن المرحوم الدكتور يوسف الصايغ
قدم ثلاث مرات لمعالجة غبطته برفقة المرحوم سعد الله قنيزح , ابتدءا منذ الخامسة
من بعد ظهر يوم الأربعاء 20/6/ 1979 بناءاً على هاتف من المثلث الرحمات
الأرشمندريت مكاريوس طيار .
وأود هنا لفت النظر إلى ما كتبه الشماس اسبيرو
من أن هناك حقيبة أيقونات طوي موضوعها .
وكما أن قدس الأب فوتيوس خليل كتب في
منشور مؤرخ بتاريخ 8/3/1993 وكان بعنوان
" ما يجب أن يعرفه كل أرثوذكسي " مايلي :
<< ... ولا يفوتني هنا أن أذّكر
أبناء الكنيسة حيثما وجدوا بأن بطريرك العرب القديس الشهيد الياس الرابع قد اغتيل
بلدغة الأفعى الصهيونية لكي تتمكن من إتمام دورتها الجهنمية حول عنق الكرسي
الأنطاكي الأرثوذكسي ذي التاريخ الذهبي الخالد في مجال النضال الوطني والقومي
والروحي والحضاري >> .
ولترابط الموضوع وإعطاء فكرة وافية عنه
, فإنني أنقل ماكتبته في الجزء الرابع من مقالاتي :
لدى مراجعتي بتاريخ 10 / 1 / 2000 للمرحوم الأستاذ
فؤاد صنيج وهو كان محامياً للبطريركية الأنطاكية الأرثوذكسية بشأن توثيق الكتاب
الذي أصدرته بمناسبة مرور عام على انتقال والدي ( والكتاب حصل على موافقة وزارة الإعلام
بالطباعة والتداول ) , تطرق حديثنا إلى شائعة انتقال البطريرك الياس الرابع
مسموماً, وتساؤلي عن سبب عدم موافقته القانونية بإجراء تشريح للجثمان .
وكان
رده بأنه : " تداول الأمر مع بعض السادة مطارنة الكرسي الأنطاكي حول وجوب
التشريح أم عدمه , فقسم من المطارنة كانوا موافقين ومطالبين بالتشريح , وقسم منهم
رافض لذلك , وحين طلبوا منه إفادتهم برأيه القانوني فأجابهم أنه يقول بعدم القيام
بعملية التشريح , لأنه إذا اكتشف أنه انتقل مسموماً فمن أين سنجد الفاعل , عدا عن
أن ذلك يؤدي إلى تدخل الأجهزة الأمنية والقضائية , ويسيء إلى سمعة الراحل الكبير
وكذلك هيبة وسمعة الطائفة الأرثوذكسية , وتقرر في النهاية عدم إجراء التشريح وطي
الموضوع >> .
ومن الجدير بالذكر والتذكير عن طلب
المثلث الرحمات البطريرك الياس الرابع معوض مقابلة الرئيس الأمريكي كارتر للمرة
الثانية أثناء زيارته إلى أمريكا في عام 1977 ,لتصحيح المغالطات والأكاذيب الدينية التي تفوه
بها بيغن حول حق اليهود في فلسطين , وكذلك مواقف غبطته الوطنية والقومية المطالبة
بالقدس العربية , وخطاباته المؤكدة على حق الشعب العربي بتحرير أرضه واستعادة
حريته :
<<
واليوم يوم القيامة المجيدة , نتطلع إلى المدينة التي شهدت صلب المسيح وقيامته من
بين الأموات , نراها اليوم سبية مهانة تحمل صليبها على كتفها وفي قلبها ,وقد حلت
شعرها وخدشت بأظافر آلامها صدرها تبكي أولادها لأنهم ليسوا بموجودين , طردوا
وامتهنوا وذبحوا , ويطردون ويمتهنون ويذبحون ويشردون , وصاروا كنفايات يستخبثها
الجميع ليرضي الآثمة والذين وراءهم, الذين صلبوا الحق وأماتوه وألحدوه ووضعوا فوق
لحده حجر إثمهم , لكن الألم من أجل الحق دحرج الحجر وانفكت الأختام ... نحن نؤمن
أن وحدة العرب هي القوة الكبرى التي تعيد شعلة تاريخنا ... من خلال هذه الوحدة
نحقق مطالبنا القومية, ونجسد إرادتنا أمام الآخرين... والطائفية خلقة شريرة
أوجدتها الحروب الصليبية , ولا يزال الغرب يغذيها ... المسيحيون والمسلمون عاشوا
جنباً إلى جنب, وحاربوا معاً في سبيل وحدة العروبة وحريتها>> ( للأسف لا يوجد
تاريخ على المطبوعة التي بيدي ).
وحين نقل رفات بطاركة أنطاكية من اللحد
الذي كان مقابل باب كنيسة المريمية إلى اللحد الجديد أسفل هيكل الكنيسة , قام
المثلث الرحمات الأسقف استيفانوس حداد بجلب طقم أغباني طلس ووضع فيه عظام البطريرك
الراحل , وقيل أنه عاين خلافاً في لون العظام مع بقية عظام البطاركة الآخرين .
وللأسف فقد كانت هناك فرصة لإجراء عملية فحص
مخبري لهذه العظام لو كان هناك القليل من الاهتمام, وهذا موضوع مفتوح , ولن يغلق
إلا بتقرير طبيب شرعي, فلن يموت حق وراءه
مطالب .
ياسيدي علمتنا أن نقول كلمتنا بلا خوف ,
وربيتنا على التضحية والبذل , وطالما أن هناك من يذكرك حتى اليوم في أبرشية دمشق
خاصة , والكرسي الأنطاكي عامة , فثق و كما قلت : << يكفي أن يكون وراء الحق
من يطالب به , يكفي أن يكون هناك من يتصدى للبُطْلِ ولمن يعمل باطلاً >> , ذكراك ياسيدي ومحبتك خالدة في قلوبنا.
وإلى آل معوض أقول : نشارككم المصاب
بفقيدكم , وإن انتقل قريبكم وبطريركنا مسموماً أم غير مسموم , فخسارة أنطاكية
العظمى كبيرة وفادحة , وعلى رجاء القيامة نطلب أن يريحه الرب الإله في أحضان
الصديقين والقديسين , ولترافقنا بركته وشفاعته حتى يوم الحساب .
اليان جرجي خباز
مواضيع مماثلة
الساعة
المواضيع الأخيرة
بحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 29 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 29 زائر
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 317 بتاريخ 11/3/2012, 10:31 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المواضيع الأكثر نشاطاً
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
البطريرك الياس الرابع معوّض
اليان خباز- محرداوي سوبر
- عدد الرسائل : 89
العمر : 76
المزاج : سوري
تاريخ التسجيل : 30/12/2009
مشكور اخي الكريم على الموضوع الرائع
وعلى الاخبار التي نفتقدها
وهل يعقل ان يكون قد سمم ولم يحرك اي ساكن
وعلى الاخبار التي نفتقدها
وهل يعقل ان يكون قد سمم ولم يحرك اي ساكن
مشكور اخ اليان
ان ربنا له المجد قال :
لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس و الجسد كليهما في جهنم* 29
في يوم الحساب
كل انسان سيحاسب على افعاله.........
اما نحن فلا نستطيع
الا ان نقول
فليكن ذكره مؤبدا...............
ان ربنا له المجد قال :
لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس و الجسد كليهما في جهنم* 29
في يوم الحساب
كل انسان سيحاسب على افعاله.........
اما نحن فلا نستطيع
الا ان نقول
فليكن ذكره مؤبدا...............
6/14/2015, 7:53 pm من طرف faiez algiousef
» من اجل قطع الشك باليقين
7/17/2014, 10:54 am من طرف asaad affour
» حوار الفاتنات
7/17/2014, 8:24 am من طرف asaad affour
» قصة حب
7/14/2014, 2:52 pm من طرف asaad affour
» حلقة بحث
5/2/2014, 7:49 pm من طرف asaad affour
» الصبي و الكرسونة
1/28/2014, 7:51 pm من طرف asaad affour
» مرض العصر..............السرطان
1/25/2014, 1:41 am من طرف asaad affour
» مشروع بحث علمي محرداوي حصرا
1/25/2014, 12:18 am من طرف asaad affour
» سجل حضورك في بيت عتابا
1/24/2014, 11:56 pm من طرف asaad affour
» أفكارنا هي السبب الرئيسي لأمراضنا
1/24/2014, 9:50 pm من طرف asaad affour
» للأذكياء فقط
1/24/2014, 3:00 am من طرف asaad affour
» حوار الفاتنات
1/24/2014, 2:51 am من طرف asaad affour
» الصيدليات المناوبة لشهر كانون الثاني وشباط 2014
1/19/2014, 10:01 am من طرف TIGER-1
» المجموعة الاولى من البومات صور محردة
1/2/2014, 6:08 pm من طرف TIGER-1
» المجموعة الاولى من فيديوهات محردة
1/2/2014, 5:54 pm من طرف TIGER-1
» من محردة الى عرش انطاكية
11/16/2013, 7:03 am من طرف TIGER-1
» جديد جديد مش عم تظبط معي
11/15/2013, 1:39 pm من طرف TIGER-1
» كيف بتقنع أهلك أنك بتدرس؟؟
11/13/2013, 10:20 pm من طرف FARES SH
» لعبة حرب الشاطئ Beachhead 2000
9/3/2013, 4:46 pm من طرف FARES SH
» طريقة فك قفل الحماية لموبايلات النوكيا !!!
8/17/2013, 6:54 pm من طرف FARES SH
» قصة الأربعين شهيدا
3/14/2013, 4:10 pm من طرف TIGER-1
» الله يرحم جميع الشهداء
3/14/2013, 4:08 pm من طرف TIGER-1
» المزرعة السعيدة
1/14/2013, 9:05 am من طرف mohammed drear
» الياذة العرب (10) الثانيه
12/31/2012, 2:15 pm من طرف انطون سابا
» الياذة العرب (10)
12/30/2012, 3:00 pm من طرف انطون سابا