قرأت مرة مقالة للكاتب الكبير (مارون عبود) ، والمقالة حسيت أنو فيها كم كبير من الأفكار الحلوة، فحبيت شارككم فيها وشوف رأيكم من المواقف اللي بيذكرها الكاتب:
ملاحظة: هاي المقالة نقلتها للفائدة ومتعة النقاش وليس لأني مقتنع بأفكارها تمام القناعة
هذا مذهبي
مذهبي في الحياة أن لا مذهب لي فيها. فكل أعمالي خبص في خبص. ما أريده لا أفعله، والشيء الذي لا أريده، إياه أصنع. احسبني كرة في يد لاعب جبار يقذفها في الفضاء، فلا هو ولا هيَ تدري أنى تتوجه وأين يكون مستقرها. فالحياة في نظري لعبة تتلهى بها قوة سرمدية ازلية، تخرج منها انماطاً لا تدرك، ولا يزال في قراراتها غرائب وعجائب لا نهاية لها، كلما تزاوجت انسلت اقزاماً وعماليق، وكلما انفعل الكائن الأزلي تفجرت قواه اللامتناهية وانبثق إلى الوجود ما يحيّر كل موجود.
في مذهبي ان الدماغ البشري هو المستودع النائمة فيه، إلى حين، اسرار الطبيعة، وقد عاينته، يبرزها الى الوجود واحداً واحداً في سبعين عاماً فما كان مستحيلاً امسى ممكناً .
لا أتمثل الحياة إلا مدرسة لا نهاية لدروسها. خريجها يتوارى في الظلمة قبل أن يرى النور الذي ينتظر. ومع ذلك اراني اؤمن بالحياة إيماناً عميقاً لا قرار له، واحبها محبة كلية ولكنها بدون رجاء.
اؤمن بالإنسان ابنها الوحيد، الخالق الأعظم المنبثق من الأرض والسماء، فهو جرم أرضي سماوي في وقت معاً. إني ارى الأرض مصدر كل خير وبركة، ومع ذلك يكفر بها الناس، ينكرون فضلها عليهم، ويفتشون عن سعادتهم في غيرها. أما أنا فمذهبي في الحياة هو مذهب طرفة القائل:
فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي ........ فدعني ابادرها بما ملكت يدي
لا أؤمن إلا بأني سوف أموت، ولا يعنيني كل ما يقال عني بعد ذلك.
مذهب غيري: القناعة غنى، أما أنا فشعاري الطمع في هذه الحياة، وأرى القناعة من طباع البهائم، أما في محبة الدنيا على دين معاوية، أود لو تكون في يدي بيضة نمبرشت فاحسوها كما هي دفعة واحدة.
مذهبي في الحياة أن أعمل دائماً، وهمي أن اسبق من قبلي واعجز من بعدي، ولكن يا ليت.
أكره القمر ولا أفرح بولادته لأنه بشير زوال، وأنا لا اريد أو ازول قريباً. وأحب الشمس لأنها رمز الديمومة .
أتعد هذا فلسفة؟ أنا لا فلسفة لي في الحياة، ولا اؤمن بالفلسفة. واعتقد انني حجر في مقلاع الجبار العنيد، فتارة يضربني وآونة يضرب بي، فخير ما أعمل هو أن أعمل بلا انقطاع لأجد اللذة فيما أعمل ولا في ما أفكر .
لي في حياتي مذاهب تتغير وتتقلب مع الأنوار والظلمات، ومع الحر والبرد، وفي العسر واليسر، ولكن الشيء الذي لا يتغير هو الانصراف الى العمل الذي ينسيني جميع شؤوني وشجوني.
فكل أمنيتي ألا اذيب شخصيتي في مستنقعات الآخرين، وأن أظل منسجماً مع ذاتي، وأن أبقى ساذجاً لا تكلف ولا تعقيد في حياتي، والا اتخلى عن شيء من بساطة أورثنيها المربي فأكره شيء إليّ التقليد .
لا تسلني عن مذهبي في حياتي لأني لا أعرف ذلك المذهب لأحدثك عنه. فكل ما أعرف انني بدلت اثواباً كثيرة، ولم يبقَ لي لأقول هذا يعجبني، فأمري ليس في يدي.
فكل ما أعرف هو انني نشأت نشأة زمنية في كنف رجل يرى الضحك جريمة، فكان يهز لي العصا كلما خف وقاري، فأعود الى الترصن، وكان صباي وشبابي رصانة لا قيمة لها لأنها مصطنعة وضد طبعي. فاضعت ذاتي زمناً طويلاً ولم أعثر عليها إلا في ظهر العمر. وصرت اخيراً كما يقول أبو نواس: وشيبي بحمد الله غير وقار.
أرأيت انني، كما قلت لك، مسيّر لا مخيّر، كثيراً ما أوحاول أن أعدي عن الهزل، ثم لا أجدني إلا انبريت له، فكأني أو كأن الحياة تريد أن تعوض عليَّ ما حرمته في صباي وفتوتي.
ذر النفس تأخذ وسعها قبل بينها ........ فمفترق جاران دارهما العمر
يظهر أن هذا الضحك نافعي. يجب أن نضحك كثيراً حتى نقابل جهومة الشيخوخة العتيدة، ونرعبها فترتد على اعقابها وتختفي علاماتها من أمام أعيننا.
ومذهبي الأخير، اقول الأخير الآن، فربما كان لي غداً مذهب غير هذا، هو ان استهزىء بالموت، وإني لأعجب كيف يخاف الموت من لا يرى أمامه حقيقة ثابتة غيره. نعلم اننا ميّتون، وإذا حصل الموت قمنا وقعدنا وتفجعنا كانما حلّ بنا أمر غير منتظر ولا مقدر. فمن لي بمن يضحك ويقهقه يوم أتوارى لتقرّ بذلك عيني وتطيب نفسي كممثل هزلي يسدل عليه الستار بين تصفيق النظارة وعربدتهم الضاحكة. وهل الحياة غير رواية هزلية؟!
لا أتمنى على جسدي إلا ان يظل خادماً أميناً لما خلق له. والا ينذرني قبل ان يخذلني، وإن كان لا بد من عمر طويل فارضى أن أعيش ما ظللت قادراً على العمل. ولو كنت واثقاً من أنني اطالع وأكتب في دنياي الجديدة لما طلبت المزيد من حياتي هذه . ولكنني أخشى ان يصح ما يقولون: وامسي واصبح في جنة لا عمل فيها. من هذا خوفي لا من الموت.
يشغل بال البشرية تطويل العمر، أما أنا فارى ان محاولة هذا التطويل تحول دون التمادي في العمل، والذي يستريح ليطيل عمره يكون قد قصره من حيث لا يدري، فالعمر الذي لا يملأه العمل هو عمر أجوف كالقصبة. ولعل لي رأياً يخالف رأي غيري، فأنا لا أشغل نفسي باصلاح ما بعُد عني إلا بعد ما أصلح ما قرب مني، وأبدأ بنفسي، ولذلك أحاول دائماً أن انمي رأسمالي الأدبي لعلمي الأكيد أن ما يبنيه الاتفاق يهدمه الاستحقاق.
وأخيراً لست أدري إذا كنت أعربت عن مذهبي، ولكن من أين لي المذهب وأنا – كما قلت- تلك الكرة التي تتقاذفها يد القدر. ما قالت الناس عبثاً: نحن في التقدير والله في التدبير .
فليدبر ما شاء، وإذا حالت مشيئته دون مرامي فما في ذلك كبير شأن ما زلنا نقول: إنه ضابط الكل، ووسع كرسيه السموات والأرض.
6/14/2015, 7:53 pm من طرف faiez algiousef
» من اجل قطع الشك باليقين
7/17/2014, 10:54 am من طرف asaad affour
» حوار الفاتنات
7/17/2014, 8:24 am من طرف asaad affour
» قصة حب
7/14/2014, 2:52 pm من طرف asaad affour
» حلقة بحث
5/2/2014, 7:49 pm من طرف asaad affour
» الصبي و الكرسونة
1/28/2014, 7:51 pm من طرف asaad affour
» مرض العصر..............السرطان
1/25/2014, 1:41 am من طرف asaad affour
» مشروع بحث علمي محرداوي حصرا
1/25/2014, 12:18 am من طرف asaad affour
» سجل حضورك في بيت عتابا
1/24/2014, 11:56 pm من طرف asaad affour
» أفكارنا هي السبب الرئيسي لأمراضنا
1/24/2014, 9:50 pm من طرف asaad affour
» للأذكياء فقط
1/24/2014, 3:00 am من طرف asaad affour
» حوار الفاتنات
1/24/2014, 2:51 am من طرف asaad affour
» الصيدليات المناوبة لشهر كانون الثاني وشباط 2014
1/19/2014, 10:01 am من طرف TIGER-1
» المجموعة الاولى من البومات صور محردة
1/2/2014, 6:08 pm من طرف TIGER-1
» المجموعة الاولى من فيديوهات محردة
1/2/2014, 5:54 pm من طرف TIGER-1
» من محردة الى عرش انطاكية
11/16/2013, 7:03 am من طرف TIGER-1
» جديد جديد مش عم تظبط معي
11/15/2013, 1:39 pm من طرف TIGER-1
» كيف بتقنع أهلك أنك بتدرس؟؟
11/13/2013, 10:20 pm من طرف FARES SH
» لعبة حرب الشاطئ Beachhead 2000
9/3/2013, 4:46 pm من طرف FARES SH
» طريقة فك قفل الحماية لموبايلات النوكيا !!!
8/17/2013, 6:54 pm من طرف FARES SH
» قصة الأربعين شهيدا
3/14/2013, 4:10 pm من طرف TIGER-1
» الله يرحم جميع الشهداء
3/14/2013, 4:08 pm من طرف TIGER-1
» المزرعة السعيدة
1/14/2013, 9:05 am من طرف mohammed drear
» الياذة العرب (10) الثانيه
12/31/2012, 2:15 pm من طرف انطون سابا
» الياذة العرب (10)
12/30/2012, 3:00 pm من طرف انطون سابا