العازف نصير شما في حمص

لم تكن محطة الفنان "نصير شما" في "حمص" عادية أبدا، فهو الذي قال: «في "دمشق" أخبروني أني ذاهب إلى جمهور سميّع ولديه شغف كبير بالموسيقا العربية، فجئت إليكم محملا بهذا الحب وهذه المشاعر». هكذا بدأ عازف العود العراقي "نصير شما" الملقب بـ"زرياب الصغير" أمسيته الموسيقية على مسرح الكندي بـ"حمص" التي زارها للمرة الثانية مساء 28/4/2009. عزف "شما" في البداية مقطوعة "بين النخيل" ثم "نصير1" وهما من تأليفه، ثم عزف مجموعة من الألحان للراحل "فيلمون وهبي" التي كتبها للسيدة "فيروز" منها....


(يا مرسال المراسيل وطيري يا طيارة وياريت)، إضافة لقطعة "سألوني الناس" التي كتبها الفنان "زياد الرحباني"، وكانت قطعة "جدارية الحياة" من تأليف الفنان "نصير" المكتوبة لأربعة أعواد هي القطعة التي قدم بها طلابه السوريين الثلاثة هم "وسام العلي" و"نبيل هيلانة" و"كنان شحود" مع ترك حيز جيد لإرتجلاتهم داخل المعزوفة، وعزفوا معه أيضا قطعة "إشراق" من تأليفه.

ومن مقام "سوزناك" العربي القديم قدّم الفنان "نصير" بعض الارتجالات، استمر بها لأكثر من /5/ دقائق يعزف بيد واحدة على زند العود، ثم قدم قطعة من "آشور إلى أشبيلية"، قبل أن يستضيف عازف العود السوري "حسين السبسبي" ليعزفا معا قطع من التراث السوري مثل "هالأسمر اللون" و"يا مال الشام".

بعد ذلك عزف الفنان "نصير" قطعة سريعة اسمها على "جناح فراشة"، ليختم أمسيته بقطعة "حدث بالعامرية" التي كتبها متأثرا بمجزرة أطفال ملجأ "العامرية" عام /1991/ في "العراق"، وكتبها في نفس المكان الذي حدثت فيه المجزرة، دون أن تغادر صورة جثث الأطفال ذهنه، حسب ما قال.

وأضاف الفنان "نصير" عن هذه القطعة: «لقد كنت شاهدا على قصف هذا الملجأ، ورأيت جثث
مع عازفي العود السوريين
الأطفال المتفحمة، بعد سنوات نزلت إلى نفس الملجأ وبقيت /7/أيام متتالية، من شروق الشمس وحتى غروبها أكتب هذه القطعة وقد قررت عزفها بعدد الأطفال الذين استشهدوا وقد وصل عددهم /840/ ولقد وصلت للمرة /600/ هنا في "حمص" ولا يزال هناك أطفال استشهدوا سأعزفها من أجلهم في المرات القادمة».

في نهاية الأمسية موقع eHoms التقى الفنان "نصير" الذي تحدث عن برنامج الحفل المنوع فقال: «عادة أنا أجري تنويعات في البرنامج عندما أكون مرتاحا في تحضيره والوقت المخصص للعزف، واليوم أنا مرتاح لذلك اخترت برنامج يضم معزوفات من مختلف أنحاء منطقة "بلاد الشام" غير أن هذا البرنامج لن يكون ذاته في بقية المحافظات السوري».

وعن عازفي العود والمؤلفين لهذه الآلة في سورية قال الفنان "نصير": «في سورية بوجد مواهب مكتملة ومبدعة في التأليف والعزف، لكنها بحاجة لإظهار وتقديم إلى العالم أجمع، وقد قلت سابقا آن الأوان أن تكون نقابة الفنانين في سورية هي الجسر بين الفنانين السوريين والعالم وبالعكس أن تستقدم الفنانين العالميين إلى "دمشق" لتتم حالة التواصل والفائدة للجميع».

وبخصوص مشروع بيت العود في سورية
الفنان نصير شما وعازف العود السوري حسين السبسبي
قال الفنان "نصير": «بيت العود في سورية مكتمل من حيث الفكرة، لكن ننتظر حتى نجد المكان المناسب في إحدى مناطق "دمشق" القديمة في "باب توما" ربما، الفكرة جاهزة والرغبة موجودة لدى الجميع». وأضاف الفنان "نصير" حول مكانة العود في الوطن العربي حاليا فقال: «في الوطن العربي أصبح للعود مكانة متميزة جد،ا فهناك جيل مهم من الشباب ومن أعمار صغيرة يتعلم في بيوت العود في (القاهرة والجزائر وأبو ظبي) وبعد أيام في السودان، هذا الإقبال من الجيل الجديد (شباب وبنات) على الآلات الشرقية يدل على عودة الشباب لتعلم الموسيقا الشرقية ومنها العود الذي يضم في بيت العود في "القاهرة" حوالي 200 طالب».

وأخيرا ذكر الفنان "نصير شما" أنه بصدد تحضير عمل موسيقي كبير للقدس عاصمة للثقافة العربية عام /2009/.

هذا ويقوم الفنان العراقي بجولة في المحافظات السورية بدأها بـ"دمشق" ثم "حمص"،ثم سيكون في "حلب" وفي "الحسكة" وجميع الحفلات من تنظيم مكتب الموسيقا المركزي في نقابة الفنانين.

يذكر أن الفنان "نصير شما" من مواليد مدينة "الكوت" العراقية عام /1963/، وقد أكمل
دراسته الموسيقية في معهد الدراسات الموسيقية في بغداد عام /1987/ بعدها أصبح تخصصه الأساسي العزف على آلة العود، ويعد حالياً من أبرز الموسيقيين العرب وحاز على العديد من الجوائز العربية والعالمية المهمة، بعد أن قدم عدداً كبيراً من العروض الموسيقية في العديد من دول العالم، ومؤخراً أسس فرقة" عيون " لموسيقا التخت العربي. وله العديد من الأسطوانات الموسيقية آخرها "ليل بغداد