في مقاطعة "نورث فولد" أرض هادئة في جنوب إنجلترا، تتميز باحتوائها على قرىً جذابة ومبانٍ تعود للقرون الوسطى، وحقول هادئة.
في وسط مقاطعة "نورث فولد" تقع مدينة الملك "لين" والتي استفاد الملك من موقعها المهم كميناء تجاري مع أوروبا الشمالية في القرن الخامس عشر.
اتخذ الملك "لين" منزل "ساندرنج هانج" مسكنًا للعائلة الملكية واستقر فيه في ضواحي المدينة.
خلال أشهر الصيف أريج أزهار الخزامى الفواح يسحر زوار "ساندرنج هانج" وتفترش هذه الأزهار الأرض بلونها البنفسجي الداكن، وتملأ الهواء بعطرها الرائع.
هذه مزرعة "نورث فولد" للخزامى، وهي أقدم وأكبر مزرعة في بريطانيا، تأسست عام 32، وكانت آخر أكبر مزرعة خزامى في بريطانيا حيث شوهدت المزرعة بالقرب من طواحين الماء التي تعود إلى القرن التاسع عشر، وهي تنتج أفضل أنواع الخزامى في بريطانيا وأجملها رائحة.
كانت رائحة حقول الخزامى المغرية سببًا في زيارة الملكة "ماري" إلى مزارع "نورث فولد" عام 36، وشرعت تراقب عملية تقطير زهرة الخزامى.
وافقت الملكة على تأجير ثمانية إيكرات من منزل "ساندرنج هانج" لزراعة المزيد من هذه النبتة العطرية، حتى وصلت مساحة الأرض إلى خمسين إيكرًا وفي أيامنا هذه بلغت مساحة حقول الإنتاج ما يقارب مائة إيكر.
تشتهر أزهار خزامى الضيقة الأوراق باسم "خزامى الإنجليزية" وهي أكثر الأنواع زراعة، ومع أنواعها التي تزيد على أربعين تنتج أزهار الخزامى الإنجليزية أفضل أنواع الزيوت المستخدمة في العطور، أريجها هو الأجمل والأفضل من بين كل أزهار الخزامى، أزهارها وأوراقها الأرجوانية تستقبل الزائرين عند بوابة الكوخ منذ قرون.
الرومان هم أول من أحضروا الخزامى إلى الشواطئ البريطانية واستخدموها لتعطير مياه الحمامات.
اسمها مشتق من الكلمة اللاتينة "لافاري"، وتعني الاستحمام، حيث مياه أزهار الخزامى تكون معطرة.
منذ القدم كانت الخزامى محاطة بقصص الحرب والسياسة، ولأن الغموض كان يكتنفها لوحظ أنها اعتبرت عشبة لها قوة خاصة، ومن خلال نثرها فوق مواقد النار قيل إن هذه النبتة تستخدم كمساعد مهدئ للنفوق من الملل والكآبة.
توجد الآن أعداد لا تحصى من مستحضرات العناية المعطرة بالخزامى والأدوية وزيوت الاستحمام.
تظهر الشعبية الراسخة لهذه النبات، لكن فوائدها تتجاوز إنتاج أكياس الطيب والصابون.
كانت هذه الزهرة تستخدم في تهدئة الحيوانات البرية ومقاومة السموم ومقاومة رائحة الجثث.
لقد أدخلت الراحة إلى النفوس أثناء أوقات الحرب والمرض، وتخيل شذا زهرة الخزامى.
شذا زهرة الخزامى الفواح المأثور برائحة العطر المنعشة يعطيك انطباعًا لما لهذه الزهرة من فوائد.
أريجها العبق يثير ذكريات أيام خلت، ومع أنواعها المحببة كانت أزهار الخزامى من بين أزهار الحدائق الشعبية طوال قرون.
"لافاندولا" هي نوع من بين خمسة وعشرين نوعًا من الشجيرات العطرية، ورغم أنها قدمت من جنوب أوروبا والمناطق المتوسطية إلا أنه لا يمكن العثور عليها في شمال إفريقيا وآسيا والهند.
تعتبر هذه النباتات عطرية لوجود غدد عطرية داخلها.
أريج الخزامى الفواح موجود داخل زيت الزهرة الذي ينتج ويخزن داخل غدد الكأس الموجود في قاع الزهرة، وعندما تسخن الشمس النباتات تفرز هذه الغدد الرائحة العطرية، هذا الزيت الثمين هو الذي حير العقول طوال قرون.
بأريجها الفريد وزيتها المعقد الذي يحتوي على أكثر من مائة وثمانين عنصرًا تنفرد الخزامى عن أي نبتة أخرى، ولأنها تنتج ما يشبه القش الأخضر العطر وسمات عطرية تفوق أي عطر آخر استخدمت في صناعة العطور.
زرعت هذه الأزهار واعتني بها وعززت منذ بدء الحضارة الإنسانية، ورغم ذكر استخدامها منذ أكثر من ألفين وخمسمائة عام إلا أن أصلها ما زال محاطًا بالغموض.
يُعتقد أن المصريين القدماء استخدموا الخزامى في طقوس التحنيط، ويقال: إن الفينيقيين كانوا يعطرون أجسادهم بالنباتات ذات العبير الميز، وباطلاعهم على أن الخزامى تهدئ وتساعد على إبعاد الحشرات حملها الرومان معهم إلى المعارك.
مع نهاية القرن الثاني عشر بدأت تستخدم كمستشفيات في القرون الوسطى وبدءوا بمعالجة الجروح وصولاً إلى تطهير بياضات الأسرة، وطوال عدة قرون كانت الخزامى تعتبر إحدى أدوات المنزل الضرورية.
مع حلول القرن السادس عشر صنفت الخزامى على أنها نبتة النظافة والهدوء، وكانت توضع في صناديق الملابس لقتل العث، وتنثر فوق الأسرة لمنع اقتراب الطفيليات، وتعلق في أكياس لتعطر الجو، وكانت تمزج مع الفحم النباتي لتنظيف الأسنان، كما أنها استخدمت في المطبخ، أما جذورها فكانت تطهى.
استخدمت "إليزابيث الأولى" سكر الخزامى لتحلية الشاي.
في هذه الحقبة بدأت زراعة أزهار الخزامى في بريطانيا، وفي عام 1665 وعندما اجتاح الطاعون بريطانيا أحرقت أزهار الخزامى لتنظيف الهواء، واستخدم زيتها كمانع للتعفن.
ربما تكون أزهار الخزامى نالت شعبيتها خلال الحقبة الفيكتورية عندما انتشر استخدام هذه الأزهار في صناعة العطور.
صنفت هذه الزهرة على أنها عشبة تجميلية تستخدم لتلطيف وتعطير البياضات، رغم أننا لا زلنا نربط أريجها الأبق في زيتها وفي وبالصابون والعطور إلا أن لهذه الزهرة تاريخًا طيبًا طويلاً.
للأسف قليل من الأبحاث العلمية توصلت لمعرفة تأثير أزهار الخزامى الطبي، كما كانت تستخدم كمسكن للألم ومانع للرطوبة.
اعتبرت دراسة قامت بها إحدى الجامعات الفرنسية أن أزهار الخزامى تدخل السعادة إلى النفوس.
أصبحت خصائص الخزامى أكثر شعبية خلال الحقبة الفيكتورية، لكن مع انتهاء الحرب العالمية الأولى بدأ إنتاج الخزامى البريطانية في الانحدار، وأتلفت المحاصيل، ومن ثم باع مالكو الأراضي بعض مزارعي الخزامى مزارعهم في جنوب بريطانيا.
خلال تلك الأوقات العصيبة قرر شاب من "نورفولد" زراعة أزهار الخزامى لأهداف تجارية، كان اللين "تشلبرز" أحد خبراء النباتات متيقن من أن قرية "نورفولد" تتمتع بظروف زراعية مثالية للخزامى.
أنتج "وين" أول محصول أزهار عام 33بعد أن زرع ثلاثة عشر ألف نبتة فوق أرض مساحتها ستة إيكرات.
في أيامنا هذه تبقى مزرعة "نورفولد" أكبر مزرعة في بريطانيا، في مساحة تزيد عن مائة إيكرات.
من مركزهم في "كيليميل" يتابع المدير الإداري "هنري هيلد" وعشرة أفراد إدارة مزرعة " خزامى نورفولد".
وباستقبالها ما يزيد عن مائة وعشرين ألف زائر سنويًا تسمح للفضوليين بمشاهدة عملية تقطير الخزامى المتوفرة في أيامنا هذه.
silverhok
عدل سابقا من قبل silverhok في 3/18/2009, 1:17 pm عدل 1 مرات
6/14/2015, 7:53 pm من طرف faiez algiousef
» من اجل قطع الشك باليقين
7/17/2014, 10:54 am من طرف asaad affour
» حوار الفاتنات
7/17/2014, 8:24 am من طرف asaad affour
» قصة حب
7/14/2014, 2:52 pm من طرف asaad affour
» حلقة بحث
5/2/2014, 7:49 pm من طرف asaad affour
» الصبي و الكرسونة
1/28/2014, 7:51 pm من طرف asaad affour
» مرض العصر..............السرطان
1/25/2014, 1:41 am من طرف asaad affour
» مشروع بحث علمي محرداوي حصرا
1/25/2014, 12:18 am من طرف asaad affour
» سجل حضورك في بيت عتابا
1/24/2014, 11:56 pm من طرف asaad affour
» أفكارنا هي السبب الرئيسي لأمراضنا
1/24/2014, 9:50 pm من طرف asaad affour
» للأذكياء فقط
1/24/2014, 3:00 am من طرف asaad affour
» حوار الفاتنات
1/24/2014, 2:51 am من طرف asaad affour
» الصيدليات المناوبة لشهر كانون الثاني وشباط 2014
1/19/2014, 10:01 am من طرف TIGER-1
» المجموعة الاولى من البومات صور محردة
1/2/2014, 6:08 pm من طرف TIGER-1
» المجموعة الاولى من فيديوهات محردة
1/2/2014, 5:54 pm من طرف TIGER-1
» من محردة الى عرش انطاكية
11/16/2013, 7:03 am من طرف TIGER-1
» جديد جديد مش عم تظبط معي
11/15/2013, 1:39 pm من طرف TIGER-1
» كيف بتقنع أهلك أنك بتدرس؟؟
11/13/2013, 10:20 pm من طرف FARES SH
» لعبة حرب الشاطئ Beachhead 2000
9/3/2013, 4:46 pm من طرف FARES SH
» طريقة فك قفل الحماية لموبايلات النوكيا !!!
8/17/2013, 6:54 pm من طرف FARES SH
» قصة الأربعين شهيدا
3/14/2013, 4:10 pm من طرف TIGER-1
» الله يرحم جميع الشهداء
3/14/2013, 4:08 pm من طرف TIGER-1
» المزرعة السعيدة
1/14/2013, 9:05 am من طرف mohammed drear
» الياذة العرب (10) الثانيه
12/31/2012, 2:15 pm من طرف انطون سابا
» الياذة العرب (10)
12/30/2012, 3:00 pm من طرف انطون سابا