قصة محرداوية قديمة

قصة دايما كان يحكيها جدي الله يرحمو

لما كان صغير كانت محردة كلها مغارات و طرقاتها كلها تراب
و كانت الناس لسا معدنهن طيب و عيشتهن هنية و كان بعد بيتهن
بشي 5 دقايق مشي كان في رحالة من برا الضيعة اجو و عاشو
بمحردة شي عشر سنين قبل مايرجعو يهجرو محردة و يروحو
لقرنة ماحدا عرف وينها كان عند هالعيلة بنت متل القمر اسمها جميلة
و جدي كان بقول انو الجماعة يمكن من شمال سوريا
و كان شعر جميلة الدهبي بيلمع ع الشمس فبصير بالسما شمس و ع
الارض شمس تانية و كانت عيونها عسلية متل شهد العسل و شفافها متل كرزة
لسا اول طلعتها و هي البنت الوحيدة بين شبين فكانت كل ما تمر شباب الضيعة كلهن عيونهن تلزقها حتى تبعد و ما يقدرو يشوفوها و كان يروحو الشباب
ع العاصي بس ليشوفو جميلة و سيقانها المتل كاسة البلور و ركبها كعب الفنجان فجميلة متل كل بنات الضيعة كانت لما بدها تغسل تيابها كانت تاخدهن ع حفة العاصي و تغسلهن و مرة راحت جميلة تغسل تيابها بهالعاصي و صار المغرب و مارجعت و لما عتمة العين راح ابوها لجميلة و اخوتها الشباب حاملين مشاعل ع العاصي و ما لقوها بس الغريب انهن لقو تياب جميلة شكو انها رايحة خطيفة
و خاصة بعد ما اهلها رفضو كل العرسان بس قلب الام قلها انو جميلة مو بخير
و رجعو طلعو بيت جدي و اهلها يدورو و كمان جماعة من اهل الضيعة
وطلعت الشمس و ما لقو جميلة و سألو كل بيت ببيتو و ما تركو قرنة
بس فص ملح و داب
راحو ع البدو و ع الضيع الي حوالينا و كأنو خبرا لم يكن و غابت جميلة

و بيجي الخبر الي متل السكتة و غصة بالقلب البدو شافوها ع النبعة بدهن يغتصبوها مو رضيانة فشالو هالسكينة و نحروها من رقبتها و شلفوها بهالشير
بس ابو البدو هو الي اجا و قال لابوها لجميلة وجاب ولادو و معو سكينة و قلو
انا رقبتي و رقبة ولادي تحت هالسكينة و شو بتريد نحن تحت امرك انا ولادي
حرموك من بنتك و انت اعمل الي بدك ياه فيهن بيستاهلو و انا مارح كون زعلان
و حنا راسو و حط ولادو قدام رجلين ابو جميلة و عطاه السكين بس سبحان الرب
ابو جميلة بعد ما شاور نفسو و شاور امها قلو خود ولادك و روح من قدامي و خلي ولادك ما يفرجوني وجوهن لانو يمكن اذا شفتهن يلعب الشيطان بعقلي و اقتلهن بس بدي اياك لروح جميلة تدبح دبايح ع قد كرمك و ع قد غلاة ولادك لروح جميلة و توزعها للفقرا باسم جميلة
وبالفعل كان البدوي مقتدر و عندو غنم كتير و ضل يوزع دبايح عن روح جميلة بكل مناسبة حتى مات و اهل جميلة ماعاد يقدرو يكفو حياتهن بضيعتنا لانو وجه جميلة بكل وردة بالضيعة و بكل نسمة هوا فهجرو الضيعة
بس رجع واحد من اخوات جميلة زيارة بالسبعينات و كان عمرو بالاربعينات قال لجدي ماحدا في ينسى محردة و لولا قصة جميلة ماكنا تركنا محردة
القصة بتفرجينا معدن الناس القديمة كيف كانت نفوسن طيبة و كانت النخوة و الشهامة من احلا صفاتهن و كان الحق فوق كل شي الحق اهم من الضنا
و بتقول انو بحياتو ما حدا بيقدر ينسى محردة و هوا محردة و روح محردة لان
فيها هالضيعة سر بيشدك لالها كل ايام عمرك
...........