ذبول الزيتون.. كيف يمكن معالجته...؟

مرض ذبول الزيتون من الأمراض الحديثة الظهور والانتشار في العالم إذ ان أول وصف له كان في عام /1946/ على يد عالم ايطالي وسجلت الإصابة به في فرنسا عام /1969/ أما في القطر العربي السوري فقد سجل هذا المرض في عام /1970/.

في مركز البحوث الزراعية العلمية بحلب وكان أول تسجيل خطي له في منطقة أريحا في محافظة ادلب عام /1975/ وقد أخذت الإصابة به تشتد سنة بعد أخرى ليقضي على أشجار الزيتون ويتلف الثمار ويسبب خسارة كبيرة للفلاح والوطن. وحول أعراضه وطرق معالجته حدثنا المهندس الزراعي خالد حسين قائلاً: مرض ذبول الزيتون من أخطر الأمراض التي تتعرض لها شجرة الزيتون حيث تشتد الإصابة في البساتين الحديثة وخاصة التي غرست بعد قطن أو محاصيل أو خضار وتشتد أعراض المرض أو تضعف تبعاً للظروف الجوية ونظراً لخطورة هذا المرض فقد نال اهتماماً كبيراً من كافة الجهات المعنية وشكلت لجان عديدة من الفنيين والاختصاصيين لدراسته وبيان أسبابه وتم التوصل الى مسببه . أعراض المرض تظهر أعراض المرض مباشرة بعد الإصابة بل تمر فترة من الزمن – فترة حضانة- فإذا كانت الإصابة قبل موسم النمو نلاحظ عدم نشاط القمم النامية في الفروع المصابة في بداية موسم النمو-الربيع- بل تبقى هذه القمم ثابتة بالنسبة للفروع السليمة. أعراض المرض على الأوراق والفروع تفقد الأوراق نضارتها ويشحب لونها ويتجعد سطحها العلوي بشكل خفيف وتلتف طولياً ويلتوي عنقها ويظهر سطحها السفلي بلون فضي ومع تقدم الإصابة يزداد ذبول الأوراق ويسقط جزء منها ابتداءاً من الأسفل إلى الأعلى وقد لا يتعدى الفرع من الأوراق تماماً إلا بعد هزة قوية أما الفروع المريضة فإن قممها النامية حديثاً تذبل وتتدلى وتزداد الاعراض السابقة مع تقدم فصل الصيف حيث يزداد النتح من الأوراق ولا تستطيع الأوعية الناقلة تأمين حاجة الفروع والأوراق من الماء نتيجة نمو الفطر في هذه الأوعية وانسدادها وإذا كانت الإصابة شديدة تجف الأفرع في شهر حزيران ويظهر على الأفرع الكبيرة 2 سم تقريباً نقط سوداء وتتجعد قشرتها ويسود لونها تدريجياً. الأعراض على الأزهار: الفرع الذي أصيب قبل فصل الربيع لا يزهر إما إذا تمت الإصابة بعد الأزهار فإن الأزهار تذبل وتجف تماماً وتسقط في بعض الأحيان وأحياناً تبقى معلقة حتى نهاية الموسم. وإذا حدثت الإصابة بعد عقد الثمار خلال شهر آب وأيلول فإن هذه الثمار تتجعد بشكل واضح وكأنها تعاني من العطش. الأعراض على جذع الأشجار والقرم لا يظهر على جذع الشجرة المصابة أية علائم سوى الإفرازات فالشجرة المصابة بذبول الزيتون تفرز عصارة غزيرة بنية اللون مسودة لها رائحة خشب الزيتون وتخرج هذه العصارة من أي مكان على الساق أو الأغصان الرئيسية وغالباً من مكان قطع قديم ولتمييزها عن العصارة الناتجة من الثقوب التي تحدثها حفارات الساق فهذه الأخيرة خفيفة اللون ولا تسيل إلى أكثر من عدة سنتيمترات من ثقب الدخول وقد ذكر بعض الفلاحين ان قرمة الشجرة المريضة يحمر لونها. مكان الإصابة لا تظهر الإصابة بمرض ذبول الزيتون على جميع فروع الشجرة فهي تبدأ عادة على فرع واحد أو أكثر ثم تمتد إلى كافة أجزاء الشجرة ويدل ظهور المرض على فرع معين على مكان إصابة الجذور في الأرض حيث ان وجود الفطر المسبب ينحصر في بعض البقع المعينة من الأرض التي تلائم ظروفها الكيميائية والفيزيائية والرطوبة نموه فيها. مظاهر عامة للإصابة الشجرة المصابة تعطي فروعاً حديثة وغزيرة أسفل منطقة الإصابة وكأنما الإصابة قد قطعت الغصن في مكان ما وفصلته عن هيكل الشجرة وهذا الأمر يشابه تماماً عملية التقليم حيث تعطي الشجرة نموات حديثة وقوية.. ويعلل الذبول الذي ظهر على الفروع بعدم التوازن بين ما يصل إلى هذه الفروع بعدم التوازن من النسغ وبين ما تفقده الأوراق عن طريق النتح والجذور برغم إصابتها تبقى تمتص المحلول الغذائي من التربة ولو بشكل جزئي وتدفعه الى المجموع الخضري. وأضاف المهندس الحسين قائلاً: يتسبب مرض ذبول الزيتون عن الفطر وهو فطر يعيش في التربة ويصيب الجذور ويخترقها ثم يمر في الحزم الوعائية وينتقل الى المجموع الخضري حتى يصل الى الأفرع العليا وعند نموه في الحزم يسدها جزئياً أو كلياً وبالتالي يمنع أو يقلل وصول المحلول الغذائي الى الفروع العليا والقمم النامية والأوراق فتذبل وتظهر أعراض المرض. ويصيب هذا الفطر أكثر من نبات مثل الباذنجان والقطن ويحافظ الفطر على وجوده في التربة عن طريق الأجسام الحجرية التي يكونها والتي تقاوم الظروف الطبيعية غير المناسبة. العوامل المساعدة على الإصابة ونشر المرض 1-الفلاحة: حيث ان الفلاحات المتكررة تؤدي في معظم الأحيان الى تقطيع جذيرات الزيتون والى إحداث جروح في الجذور فيدخل الفطر عن طريق هذه الجروح وتحدث الإصابة كما ان الفلاحة المتكررة تؤدي الى نشر الإصابة من مكان الى آخر عن طريق نقل التربة الملوثة أو بقايا الفروع والأغصان المصابة. 2-الري: إن الرطوبة الأرضية الزائدة تشجع الإصابة ونمو الفطر والجفاف يضعف نمو الفطر ولذلك تشاهد الإصابة بشدة في البساتين المرورية والتي تهيء للفطر درجة رطوبة عالية 3-التسميد: إن السماد العضوي غير المتحلل جيداً قد يكون مصدراً للعدوى والإصابة بما يحتويه من بقايا نباتية مصابة وأجسام حجرية للفطر لذلك يجب إضافة الأسمدة العضوية المتخمرة جيداً والمتحللة كما أن الأسمدة الكيماوية الآزوتية تعمل على أضعاف مقاومة النباتات للأمراض عندما تضاف بكميات كبيرة غير متوازية مع الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية. توصيات للحد من أضرار مرض ذبول الزيتون يعتبر هذا المرض من الأمراض الخطيرة التي يصعب علاجها بالمواد الكيماوية لذلك ينصح بزراعة أصناف مقاومة وبإتباع دورة زراعية مناسبة بحيث لا يزرع النبات في الأرض نفسها إلا كل 4-5 سنوات أما بالنسبة لأشجار الزيتون يجب عدم الرش بأي مبيد كيماوي أو عدم الإفراط في استعمال السماد الآزوتي ويجب أن تكون الفلاحات سطحية وإحراق النواتج المصابة وعدم زراعة القرم أو العقل إلا بعد التأكد من مصدرها ومن خلوها من الإصابة .‏