الطب البديل المستعمل بشكل خاطىء

تجار الأمل يحولونه إلى علب أعشاب
الموضوع طويل شوي فطولوا باالكم


طبيب دمويات: من لديه علم يدافع عنه بالمؤتمرات ، والذي يملك الجهل يبيعه بسوق الهال أو الجمعة


حمل الشريط الإعلاني الذي عرض على إحدى القنوات الفضائية أمل الشفاء لوالد
جورج المصاب بثلاسيميا بتا الكبرى، خاصة أن الشريط مصاغ بطريقة تؤكد أن
الطبيب المذكور قادر على علاج السرطان، والإيدز والثلاسيميا بمدة لا تزيد
عن ثلاثة أشهر يكون بعدها الشفاء المحتم.



والثلاسيميا مرض وراثي انحلالي مزمن غير معدي يحدث فيه نقص بعمر الكريات
الحمراء مما يؤدي إلى تخربها المستمر، لذلك يحتاج هؤلاء المرضى لنقل دم
متكرّر كل أربعة أسابيع ولمدى الحياة.

رحلة الأمل من دمشق إلى حماة

اصطحب والد جورج ابنه من دمشق إلى حماه قاصداً الولادة الجديدة التي ستكون
على يد الدكتور( ع. ع )، والعلاج كان بكل بساطة كما يقول " عبوة مؤلفة من
عسل وثوم وبصل, وخلطات عشبية, لم أتمكن من التعرف عليها، وبسعر 4 آلاف
ل.س".

وبحسب والد جورج فإن الطبيب أخبره أن " الفرق سيشعر به جورج منذ الشهر
الأول فلن يحتاج لنقل الدم إلا بعد شهر ونصف، وفي الشهر الثاني سيتأخر نقل
الدم إلى ثلاثة أشهر.. وهكذا حتى يستغني عن نقل الدم كلياً لأن جسمه يكون
قادراً على إنتاج الكريات الحمراء ".

وأضاف" نفذنا كلام الطبيب بحذافيره، وحمّلت ابني عناء طعم الدواء المقزز..
والسفر لمراجعة الطبيب، ولكن لم يطرأ على حالته أي تغيير، فنصحني الطبيب
بشراء عبوة ثانية لعل الشفاء يقبع داخلها، واستسلمت لطلبه فالغريق يتعلق
بقشة ..... وبالطبع دون فائدة ".

شركة تداوي 11 مرضا مزمنا و"الشفاء نتيجة حتمية"

وبصورة مشابهة لكن بسعر يبلغ عدة أضعاف، حمل الشريط الإعلاني هذه المرة
إعلاناً مفاده أن "شركة (سيزر) وجدت العلاج لأمراض السرطان, الإيدز,
الثلاسيميا، السكري، أمراض الكلى، الضعف الجنسي، الأمراض الجلدية ومنها (
الصدف، حب الشباب، البهاق ...إلخ )، أمراض العقم, وكل أنواع العلاج طبيعية
100% والشفاء يصل إلى نفس النسبة تقريباً ".

لغرض إتمام التحقيق خاضت سيريانيوز التجربة، وكنا من أوائل الزوار لوكيل
شركة سيزر في دمشق الدكتور (ط.م)، وأفصحنا عن المشكلة التي قصدنا منزله
لأجلها، وهي الاستفسار عن علاج مرضي الثلاسيميا والسرطان, فكانت الإجابة
أن "الأمر بسيط والعلاج في خمسة أوراق إرشادية, وثلاثة أكياس من الأعشاب
الطبيعية، وعلبة كبسول، وأربع علب شراب، وجميع هذه الأشياء بسعر 35 ألف
ل.س".

الأوراق تضمنت إرشادات من عدة بنود كي تحصل على "الشفاء من السرطان أو على
الأقل حصر الورم وعدم انتشاره" ومن هذه البنود ( تناول سن ثوم يومياً
والعسل والحليب والأسماك والكوكتيل وحليب الناقة, الابتعاد عن الضجيج
وارتداء ملابس واسعة, الابتعاد عن الشحوم والدهون والمشروبات الغازية, في
حال التقيؤ بعد جرعات العلاج الكيماوي أو لأي سبب كان التنفس بعمق وبشكل
منتظم فهذا يساعد على منع القيء مع شرب كمية قليلة من الماء).

هذه الإرشادات يجب أن تتزامن ،حسب الوصفة، مع دواء عشبي ينقع منه ملعقة
"حجم وسط" في كأس ماء مغلي لمدة 15 دقيقة، ومن ثم يصفّى ويشرب منه ملعقة
كبيرة كل ساعتين، إضافة إلى سلسلة طويلة من المستحضرات والإرشادات ومنها
وضع كمادات خاصة لسرطان الثدي واللسان.

وبالسؤال عن موقع الشركة الأصلي قال الدكتور ( ط.م ) "بحسب علمي فإن
المصدر الأصلي في أمريكا، لكن وكيل الوطن العربي سمى الشركة باسم ابنه (
سيزر)، وفتح فروع في كل من المغرب، وتونس، والإمارات, ومنذ خمس سنوات
استحدث الفرع في سورية، وهناك خطة لتشمل كل المحافظات".

وأكد الدكتور (ط. م) أن " للشركة ترخيص رسمي من الحكومة وفي حال رغبنا
الحصول عليه للتأكد من مصداقية الشركة يمكننا زيارة الوكيل الأصلي بحمص أو
الاتصال معه".

وطمأننا بأن النتائج "مضمونة بدليل مراجعة أعداد هائلة للشركة من كل أصقاع
الوطن العربي, إضافة إلى شفاء أحد أبناء مسؤول كبير بسورية من مرض دموي
مستعصي"، رافضاً إعطاءنا رقمه بناءً على طلب المسؤول و"حرصاً على سمعته
الحساسة في البلد !!".

علاج الإيدز بـ 120ألف ل.س، والثلاسيميا والسرطان بـ 35 ألف ل.س

وخلال البحث الذي أجريناه عن الشركة علمنا أن عملها المعلن هو تجارة
تجهيزات مشافي، وتجهيز غرف الجراحة العظمية، والعصبية، أما غير المعلن
بشكل رسمي فهو المداواة بالأعشاب, والملفت هو حجم مبالغ الإعلانات للشركة
حيث تصل بالعام الواحد إلى ( مليون و800 ألف ل.س)، وبحسب مصادرنا أن دخل
الشركة يغطي الإعلانات وربما يزيد، وخاصة إن علمنا أن سعر "جرعة الشفاء"
من مرض الإيدز يصل لـ 120ألف ل.س ، والثلاسيميا والسرطان بـ 35 ألف ، ولعل
الدخل الأكبر للشركة هو ممن يعاني الضعف الجنسي، أو متوهمي ذلك !!

فبحسب وكيل دمشق فإن " أكثر الشبان يخشون الليلة الأولى لذلك يلجؤون إلينا
بحثاً عن عشبة مقوية، عدا عن الرجال الذين يقصدوننا بشكل سري، وأغلب
الحالات تكون نفسية, وهناك حالات مرضية ترجع للسكري أو الشحوم ولها علاج".


ما يظهر شيء وما يخفى شيء آخر

وللاستفسار عن الترخيص اتصلنا بوكيل حمص الدكتور ( أ ) وبالطبع وجدنا
اختلافا واضح باللهجة، ومحاولة لحجب المعلومات بعد أن عرضت علينا قبل يوم
واحد بسخاء كمرضى وليس كصحفيين, مؤكداً أن "عملهم في النور ولديهم ترخيص
يثبت ذلك "، وتحت إصرارنا على إرسال الترخيص قال إن "الترخيص هو لمزاولة
التجارة العامة، بعد أن قدمنا إلى وزارة الصحة لمزاولة مهنة التداوي
بالأعشاب, فجاء بالرفض لعدم وجود بند ينظم هذا الأمر في سورية، وبالنهاية
لدينا ثقة بأنفسنا والقائمون على الشركة هم أطباء نسائية، وقلبية وأطباء
بالكيمياء الحيوية ".

*تتشابه الحكايات والمضمون واحد، ففي حمص أيضاً وبطريقة مبطنة (الترخيص
لمستودع أدوية ووكيل تجاري لمستحضرات عشبية " زهورات ") تحدث سهيل نشيواتي
بجرأة - ميزته عن باقي الأشخاص الذين التقيناهم - عن المنتجات التي
يروجونها للبيع على أنها مستحضرات طبية وأدوية طبيعية للشفاء من أمراض
كثيرة مستعصية على الطب حتى الآن.

سهيل الذي يدير مستودعاً للأدوية في مدينة حمص, ويتخذ من إحدى المنتجات
المرخصة عنوانا له، يحدثنا بمنتهى الجرأة عن المستحضر الذي يبيعه (
أسبسيريا) الخاص بعلاج مرض الصدف, والمكون بحسب ما دون على عبوة المبيع من
(عسل, فازلين, عكبر, غذاء ملكي, زيت جوز الهند, يقطين, بلوط, أكسيد الزنك,
فيتامين أي) مؤكداً أنه " اكتشاف جديد خالٍ من الكورتيزون, يقضي على 80%
من حالات الصدف, بشرط عدم الانقطاع عن العلاج".

والمستحضر كما يقول نشيواتي مصنوع في المملكة الأردنية الهاشمية بعد أن
قام طبيب جلدية سوري مقيم في روسيا باختراعه, وتسجيله لدى عدد من الدول
العربية والعالمية.

والصداف مرض جلدي مزمن وناكس يصيب 1-3% من الناس، ويترافق بتقرن غير طبيعي
في البشرة حيث تزداد سرعة انقسام الخلايا المتقرنة من 9 إلى 12 مرة منه في
الجلد السوي، ويظهر الصداف بشكل لويحات حمراء محددة مغطاة بقشور فضية
ضعيفة الالتصاق، ويترافق المرض مع حكة في 20% من الحالات.



تزن عبوات المستحضر التجارية 50 غ وقيمتها 1200 ليرة سورية، وهو ما توثقه
اللصاقة الشفافة التي أضيفت على العبوة، وهذه الكمية تكفي لدهن كامل الجسم
لثماني مرات, فيما يجب استخدامها مرتين باليوم , ودوماً بحسب نشيواتي.

وعن عدد الأشخاص الذين تلقوا العلاج قال سهيل "قمنا بمعالجة قرابة 200 شخص
حتى الآن, وتم شفاء 60% منهم و20% لم يكمل فترة العلاج المطلوبة، فيما
اعتبر من تبقوا أن العلاج تجميلي ليس إلا ".

والمستحضر مصنّع – كما دون على غلاف العبوة التجارية – في الأردن لصالح
شركة حسام السود, سجل تجاري 77479 / دمشق - سوريا, والملفت للانتباه عبارة
( أسبسيريا لبشرة ناعمة) فيما أضيفت عبارة (مستحضر لعلاج مرض الصدف) عبر
لصاقة شفافة خارجية !!!!.



جرأة سهيل في الحديث بصراحة لم يمتلكها وكيل أحد أشهر منتجي المستحضرات
الطبية العشبية "زين الأتات" ( غير المرخص له أيضا في سورية) حين حاورناه
عن المستحضرات التي يروج لها ويقوم ببيعها فقال الأخير متحفظاً على الكشف
عن اسمه "شخصياً ليس من مصلحتي الطعن بمصداقية وفاعلية هذه المستحضرات كي
لا أفقد زبائني, لكن للأمانة ورغم بيعي للمنتجات زين الأتات لا أثق
بفاعلية أي منها, لأني على معرفة كاملة بمكان تصنيعها وتعبئتها"، وبالسؤال
عن المكان أفاد "ثمة بيت مستأجر في حي القابون بدمشق تصنع فيه المنتجات
فيما يعتقد الكثير أنها مصنعة خارج سورية بحسب الإعلانات التي تروج لهذه
المستحضرات".

والضحايا تستمر

سامية أم حسين ( امرأة في السبعين من عمرها ) قالت لسيريانيوز "صدقت ما
روجته إحدى الفضائيات لهذه المستحضرات, وقدمت من ريف حمص لشراء كريم
للتنحيف، فمن فرط صحتي لا أستطيع الحركة, لكني ورغم شرائي عبوتين ثمن كلٍ
منهما خمسة ألاف ليرة سورية إلاّ أني لم احصل على أي نتيجة تذكر".

فيما أكدت رنا ( طالبة جامعية) أنها "جربت الكثير من هذه الأدوية التي
يقال بأنها نباتية وذلك للإنقاص من وزني، ولكنني لم أحصل على غير التراجع
في الصحة وفقدان المال لا الوزن".

الرأي الطبي

وبعرض النظام الغذائي والوصفات العشبية لمرض السرطان والثلاسيميا على
اطباء اختصاصيين، قال الدكتور فريد يازجي أخصائي دمويات "عندما تقع
المشكلة الورمية يكون العلاج وفق المنهج العلمي الحديث والقائم على برهان
معالجة كيميائية، ومناعية، والهرمونية وبالأمد القريب وراثية، وما يذكر
بغير ذلك سواء التداوي بالأعشاب أو الأنظمة الغذائية الشافية للورم فهو
دجل ....ومن لديه علم يدافع عنه بالمؤتمرات، والذي يملك الجهل يبيعه بسوق
الهال أو الجمعة".

وتابع "اللجوء لمثل هذه الخزعبلات يؤخر التشخيص ويسبب الانتقال إلى مراحل
متقدمة بالورم، وبالتالي لن تكون نتائج الجراحة جيدة ،ولا المعالجة
الكيميائية جيدة".

وللوقوف عن قانونية التراخيص وإمكانيتها لمثل هذه المعالجة قال مصدر في
غرفة تجارة حمص أنه "بالإمكان الحصول على ترخيص تجاري أو صناعي أو حتى
حرفي لتزاول مهنة بيع الأعشاب وتحضيرها تحت بند " تحضير وتعبئة الزهورات
والأعشاب الجافة والمحضرات الغذائية وتحضير الكريمات من الزيوت العطرية
المستخلصة من النباتات الطبية يدوياً ".



فيما قالت الدكتورة هند السباعي مديرة الشؤون الصيدلانية بوزارة الصحة
لسيريانيوز " إن الوزارة لم تعط حتى اليوم أي ترخيص لمثل هذه الشركات حتى
تثبت صحة إدعائها بتقديم الدراسات السريرية التي تؤكد القدرة على شفاء
الأمراض المستعصية ".

وتضيف " وفي حال اكتشاف وجود مثل هذه الشركات تقوم الوزارة بإغلاقها، وإن
كان القائم على إدارتها طبيب يتابع من قبل نقابة الأطباء لأن المرسوم 40
يطالب الطبيب بترخيص لمزاولة المهنة ".

وبالاستفسار عن الإعلانات التي تروج للمعالجة بهذه الطريقة قالت "نحن نطلب
من وزارة الإعلام عدم السماح بأي إعلان طبي إلا بعد موافقة وزارة الصحة،
لكن القنوات الفضائية كثرت وليس لدينا صلاحية لإيقاف الإعلان".

وأشارت السباعي إلى الفرق بين المنشآت المصنعة للأعشاب أو المنتجة بغرض
التداوي بالأعشاب " فالأولى تمنح لتعبئة اعشاب على شكل أكياس للشرب
كالمليسة والنعنع وغير ذلك وتقوم الوزارة بكشف مستمر عليها، أما الثانية
فهي التي لم تمنح تراخيص حتى تقدم الدليل على صحة ما تدعي".

سيريا نيوز

:
أكتر شغلة صدمتني أنه زين الأتات غير مرخص له بسوريا برغم أنه ماتعاملت مع
منتجاته بس مابسمع غير عم يشتروا من عنده شي مستحضر للتنحيف وشي مابعرف
لشو وكله بأسعااار غاااالية كتير من الخمس ألاف وفوق
:
والسؤال شو رأيكم بالتداوي بالأعشاب ؟؟