نص الألف خمسمية

غرفة عاتمة شمعة شحيحة الضوء سجادة و شخصين بجانب مدفأة كان الجو ماطرا الا ان ذلك لم يعفِ الطفل" مايكل الشفيق" من الخروج الى الدكان ليستدين نصف كيلو " فلت" من اليورانيوم المنضب من اجل المدفئة التي شارف مفاعلها على التوقف حيث "نفضت" اكثر من مرة نتيجة الرياح الشديدة. الطفل وقد جلس مبللا قرب " الكوع" من شدة البرد ملاصقا لجدته و عيناه الى الصوبة : كيف كنتم تتدفؤن ياجدتي من زمان؟ انتهت الجدة من " تدكيش" قضبان اليورانيوم بالصوبة وتنهدت : يا عين ستك في ايام زمان كان لدينا صوبة المازوط و نعبئها بالمازوت بدل من اليورانيوم الطفل: ماهو الماظوط؟ الجدة: سائل الطفل : وكيف كنتم تحصلون عليه؟ الجدة : يا حبيبي كنا نحصل عليه من الكازية او من صهريج يدور في الحارات الطفل: ولماذا لا نستخدم الماظوط نحن؟ الجدة: لان الماظوط لم يعد موجودا يا مايكل الطفل: لماذا؟ اليس ذلك افضل من الوقوف ساعات للحصول على اليورانيوم المدعوم من الجمعية الاستهلاكية؟ الجدة : تنهدت طويلا ولم تجب مدت يدها الى " عبها" و اخرجت بطاقة شبه مهترئة و ناولتها للطفل الطفل: ماهذا؟ الجدة : اقرأ الطفل :" يصرف لحامل هذا الشيك مبلغا و قدره 5000 ليرة سورية بدل ماظوط – مصياف- 20 -12- 2030" شيك من اجل خمسة الاف ؟ يعني ثمن كازوزة فقط؟ الجدة: لا يا مايكل كانت تشتري لنا الكثير حينها الطفل : ولماذا تحتفظين بهذا الشيك كل هذه المدة ؟ ولم تصرفينه الجدة : اقلب البطاقة للوجه الاخر واقرأ الطفل : " ابو شفيق" ....... جدي؟ الجدة : نعم يا حبيبي جدك لقد مات اختناقا لكي يحصل على هذا الشيك , هل عرفت لماذا احتفظ به؟ الطفل بصوت خائف: جدتي ؟؟ ابي كان يملئ استمارة للحصول على شيك دعم اليورانيوم هذا الصباح !!! الجدة : لا عليك يا حبيبي سيعود ابوك قريبا استرسل الاثنان بصمتهما على صوت طقطقة اليورانيوم في الصوبة وقبل ان تنزل دمعتها كانت الصوبة قد "نفضت " و امتلئ هواء الغرفة البارد "بالغبار الذري" (( فلتة من فلتات شاب من ديرماما اسمه عمار الغريب ))