دمشق 16 ـ 1 ـ 2010
هل هناك علاقة بين المعابد القديمة ؟
أثناء مطالعتي لكتاب ( باسم ذيا ) لمؤلفه الكاتب ( إيريخ فون ) الصادر عن دار النشر اليونانية ( نوتوس ) عام 2000 , وهو ترجمة عن الأصل الألماني الذي هو بعنوان :
IM NAMEN .VON . ZEUS
وجدت في الكتاب فصلاً حاز على اهتمامي واستغرابي ,ويتحدث عن تساوي المسافة بين المعابد اليونانية الدينية والأثرية القديمة رغم الجبال والمرتفعات والبحار .
لذا رأيت أن أنقل ترجمة لبعض صفحات هذا الفصل , مع التنويه بأن الكاتب هو مؤلف دولي , ولديه كتب عديدة تتعلق بالآثار القديمة , وهو من مواليد سويسرا عام 1935 , وقد ترجمت كتبه إلى 28 لغة , وحاز بسبب اهتمامه وزياراته إلى أنحاء العالم , ومحاضراته القيمة على تقدير دولي عالمي .
يقول الكاتب في الصفحة 162 من كتابه المترجم إلى اليونانية مايلي :
" في عام 1974 ألقيت محاضرة في أثينا , وقد لفت انتباهي بين الحضور شخص أصلع , وذلك لأنه كان يسجل كل كلمة أقولها , وعند خروجي من قاعة المحاضرة , اقترب مني وسألني بلطف إن كنت أعلم بأن أغلب المعابد اليونانية هي على أبعاد جغرافية متساوية فيما بينها .
وللحقيقة فقد ضحكت في سري , إلا أنني أجبته بأنه من الصعب عليّ تخيل شيءٍ كهذا , وذلك لأنّ اليونان القدماء لم يكونوا متطورين جغرافياً إلى هذا الحد , بالإضافة إلى أن المعابد الأثرية تبعد مسافات كبيرة من الكيلومترات بين بعضها , عدا عن وجود الجبال التي تمنع الرؤية المباشرة بين معبد وآخر, وفي النهاية فإن بعض المعابد أيضاً توجد في جزر تبعد مئات الكيلومترات عن اليابسة ولا يمكن النظر إليها بالعين المجرّدة .
وبعد يومين عدنا والتقينا , وقد دعاني إلى مكتبه , حيث وجدت على طاولة كبيرة خرائط أرضية وجوية , وقد عرّفني على نفسه بأنه الدكتور ( ثيوفانيس مانياس ) ضابط في القوات الجوية الحربية اليونانية , وازداد تعجبي , فما علاقة ضابط كبير الرتبة بموضوع الآثار ؟!
وأعلمني أثناء احتسائنا الشاي بأنه من الطبيعي للطيارين العسكريين أن يقوموا بتدريبات ومراقبات جوية فوق الجبال وفوق البحار , وعليهم بعد طيرانهم أن يقوموا بكتابة تقرير يحوي ضمن تفصيلاته كمية استهلاكهم للوقود , وبمرور الزمن لاحظ أحد الضباط الذين كانوا يقومون بنقل فحوى التقارير إلى سجل , بأن الطيارين كانوا يسجلون كمية الوقود ذاتها وكذلك مسافة الطيران ذاتها , واعتقد بأن الطيارين كانوا يقومون بنقل المعلومات الواحد عن الآخر , وأدى هذا الاكتشاف إلى تحقيق عسكري , وصل إلى مكتبه , مما دعاه لأخذ بيكار واتخاذ مركز له في منطقة ( دلفي ) , وقام بعمل دائرة تمر من ( الأكروبول ) , ولدهشته وجد أنّ الدائرة تضم ( أرغوس ) وكذلك ( أوليمبيا ) , واتضح له بأنّ هذه الأماكن الأثرية تبعد مسافات متساوية فيما بينها , وفكر بأنّ هذا شيء عجيب , ولذلك وضع مركز البيكار في منطقة ( كنوسوس ) الموجودة في جزيرة كريت فأطبقت دائرة البيكار على ( سبارتي ) و ( ايبيذافروس ) , وتابع بحثه بوضع رأس البيكار في منطقة ( ذيلوس ) ووجد في محيط الدائرة ( ثيفا ) و ( إزمير ) , وعند وضعه رأس البيكار في جزيرة ( باروس ) أطبقت دائرته على ( كنوسوس ) و ( خالكيذا ) , وأوضح لي الدكتور مانياس مبرهناً على الخرائط ما كان يقوله, مما جعلني منذهلاً جداً عن كيفية حدوث ذلك.
ورغم أنّ الدكتور مانياس كان بحوزته خرائط دقيقة من الصعب وجودها في المكتبات , فإنني قررت في نفسي البحث في منزلي عن هذه التوافقات العجيبة , وأمام استغرابي واندهاشي الذي لاحظه,مما دعاه لسؤالي عن معرفتي بالمقطع الذهب (CRUSH TOMH ) , وهززت رأسي نافياً رغم تذكري بأنني قرأت في مادة الجبر عن المقطع الذهبي , مما دعاه لأن يشرح لي قائلاً : إن مسافة ما في المقطع الذهبي ( CRUSH TOMH ) تقسم إلى قسمين , فإن القسم الأصغر لديه بالنسبة للقسم الأكبر علاقة عامل واحد كعلاقة القسم الأكبر بالمسافة كلها .
واتضح لي بعد مراجعة الخرائط ودراسة بعض الكتب مايلي :
إن المسافة بين المعابد في دلفي ـ ايبيذافروس تعادل في قسمها الأكبر من المقطع الذهبي المسافة ما بين ايبيذافروس وذيلوس أي 62 بالمئة .
كما أن المسافة بين أوليمبيا وخالكيذا تعادل في قسمها الأكبر من المقطع الذهبي المسافة ما بين أوليمبيا وذيلوس أي 62 بالمئة ."
ويستشهد المؤلف بالعديد من الحالات التي تتطابق النسبة فيها 62 بالمئة معدداً أسماءها ومواقعها , كما يستطرد ذاكراً شيئاً آخر وهو سؤال عن احتمال وقوع الأماكن أو المعابد الأثرية على خط مستقيم واحد , ويعلل سؤاله هذا بأنه من المحتمل أن يكون ذلك في حالتين أو ثلاث , إلا أنه يردف تعليلاً بذكر أنه وجد في منطقة ( فيوتيا ) 25 معبداً على خط مستقيم واحد , ويستطرد ذاكراً أنّ المسافة بين معبد وآخر كانت ذاتها , وقد وجد في مناطق وسط اليونان 22 حالة منها .
الشيء الأهم الذي دعاني إلى هذه الترجمة هو لفت نظر واهتمام الباحثين والمختصين بالآثار إليه هو سؤال تردد في خاطري عن وجود علاقة مابين آثار بصرى وتدمر وبعلبك والبتراء , وكذلك قلاع الحصن والمرقب وصلاح الدين الخ ... ينطبق عليها ما انطبق على الآثار والمعابد اليونانية .
ترجمة : اليان جرجي خباز
ملاحظة :
1 ـ نشر هذا المقال في جريدة حمص في العدد / 2645 / بتاريخ 2 ـ 11 ـ 2006 وكان تعليق أسرة التحرير عليه مايلي :
" قد لا يكون هناك علاقة بين بصرى وتدمر وبعلبك والبتراء لأنها مدن وليست معابد , لكن قد نصل إلى نوع من العلاقة القريبة بين التلال القديمة في سوريا مثل تل مورك , وتل خان شيخون, وتل معرة النعمان , أو التلال المنتشرة على ضفاف الفرات , أو تل بابا عمرو , وتل النقيرة , وتل فيروزة وغيرها " .
2 ـ المقطع الذهبي بحسب ما قيل لي هو : مركز المنصفات الداخلية للمثلث .
مواضيع مماثلة
الساعة
المواضيع الأخيرة
بحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 111 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 111 زائر
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 317 بتاريخ 11/3/2012, 10:31 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المواضيع الأكثر نشاطاً
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
| لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
| لا يوجد مستخدم |
» من اجل قطع الشك باليقين
» حوار الفاتنات
» قصة حب
» حلقة بحث
» الصبي و الكرسونة
» مرض العصر..............السرطان
» مشروع بحث علمي محرداوي حصرا
» سجل حضورك في بيت عتابا
» أفكارنا هي السبب الرئيسي لأمراضنا
» للأذكياء فقط
» حوار الفاتنات
» الصيدليات المناوبة لشهر كانون الثاني وشباط 2014
» المجموعة الاولى من البومات صور محردة
» المجموعة الاولى من فيديوهات محردة
» من محردة الى عرش انطاكية
» جديد جديد مش عم تظبط معي
» كيف بتقنع أهلك أنك بتدرس؟؟
» لعبة حرب الشاطئ Beachhead 2000
» طريقة فك قفل الحماية لموبايلات النوكيا !!!
» قصة الأربعين شهيدا
» الله يرحم جميع الشهداء
» المزرعة السعيدة
» الياذة العرب (10) الثانيه
» الياذة العرب (10)