كلنا يصلي
لجبران خليل جبران
لجبران خليل جبران
كلنا يصلي, ولكن بعضنا يصلي بقصد ومعرفة, وبعضنا يصلي بدون قصد وبدون معرفة ، فالقلب البشري يخفق صامتاً أمام اللانهاية القدسية ويخفق أمامها منشداً، فالسواقي تسير نحو الشاطئ كان الوادي ضيقاً أو منفرجاً، وتبلغ السواقي البحر مبرقاً كان الفضاء بغيوم الشتاء أو مثقلاً بعطور الربيع.
الصلاة في ملتي كل رغبة في البقاء ، وكل شوق إلى الحياة وكل عزم محدود ينزع إلى عزم غير محدود ، فما أول صرخة تخرج من صدر الطفل سوى صلاة الغيبوبة في مسمع اليقظة , وما خجل الصبية في ليلة عرسها سوى صلاة يرفعا الأمل المستوحد نحو ذلك الكيان العلوي المزدوج الذي ندعوه الأمومة، وما آخر تنهدة تصعد من قلب المحتضر سوى صلاة المعلوم المقرر نحو هيكل المجهول المخفي.
والصلاة في عقيدتي أمل عذب في حشاشة المزارع الذي يزرع الأرض بذوره قائلاً في سره: ((بسم الله والاتكال على الله)).
والصلاة واجب لذيذ في عاقلة الراعي الذي يقود قطيعه في المروج الخضراء, وهي عمل مستطاب في روح الحائك الذي يجلس إلى نوله متمثلاً قماشة رداء لصبية جميلة، أو غلافاً لعجوز تتقي به البرد والزمهرير.
والصلاة في شرعي أن يقف المرء متهيباً أمام الفجر مبهوتاً عند الظهيرة، مسحوراً عند الشفق ، فإذا ما انتصف الليل هبت مكامنه وراحت تحمل تباشير السكوت والسلام في خفايا الليل من سلام وسكوت.
الأزهار تصلي قبل أن ينبهها الربيع من رقادها . والأشجار تصلي والخريف ينشر أوراقها الصفراء على أديم الأرض... وتصلي الأشجار بلهفة عندما يحاول الشتاء تكفين منازعها بثلوجه.
الطير يصلي قبل التغريد وبعده, والحيوان يصلي ساعياً إلى القوت ويصلي ملتجئاً إلى المغاور...
الجبال تصلي وأشعة الشمس تودعها, والأودية تصلي وضباب المساء يغمرها.
الصحراء تصلي وفي صلاتها غابات خضراء وينابيع متفجرة, والكواكب تصلي قبل أن يبينها الظلام وبعد أن يخفها النور , والهاوية تصلي وفي صلاتها جنة ونعيم .
وليست الصلاة وظيفة من وظائف المتمذهبين , وليست بتلك الآيات القديمة التي يستظهرها الناس ويكررونها متوهمين بأنهم يحصلون بها على عطف الله وبركاته، بل هي حالة باطنية في الإنسان، بل حالة وضعية خفية في الطبيعة نفسها فما نعوه قصداً ومحجة في البشرية, أو فرضاً في الطبيعة، أو قدراً محتوماً في الحياة, ليس بأكثر من صلاة عامة شاملة عميقة عفوية كائنة في الذوات كيانها في الشموس, ملازمة للهيولى ملازمتها للعقل العام.
ولا تبدأ الصلاة بما تبثه الشفاه، ولا تنتهي بما تتغنى به الحناجر, فقد كانت الصلاة وهي باقية في كل عاطفة من عواطفنا الأولية في كل ساعة من ساعات أيامنا وليالينا.
كلنا يصلي, وكل ما في الأرض يصلي, لأن كل ما في الأرض من الله ولله.
والله يصلي على ذاته، ويسلم كيانه على كيانها.
» من اجل قطع الشك باليقين
» حوار الفاتنات
» قصة حب
» حلقة بحث
» الصبي و الكرسونة
» مرض العصر..............السرطان
» مشروع بحث علمي محرداوي حصرا
» سجل حضورك في بيت عتابا
» أفكارنا هي السبب الرئيسي لأمراضنا
» للأذكياء فقط
» حوار الفاتنات
» الصيدليات المناوبة لشهر كانون الثاني وشباط 2014
» المجموعة الاولى من البومات صور محردة
» المجموعة الاولى من فيديوهات محردة
» من محردة الى عرش انطاكية
» جديد جديد مش عم تظبط معي
» كيف بتقنع أهلك أنك بتدرس؟؟
» لعبة حرب الشاطئ Beachhead 2000
» طريقة فك قفل الحماية لموبايلات النوكيا !!!
» قصة الأربعين شهيدا
» الله يرحم جميع الشهداء
» المزرعة السعيدة
» الياذة العرب (10) الثانيه
» الياذة العرب (10)