سرطان الإرهاب..!

عندما تَسوَدُ القلوب،وتسيطر الأوهام والأمراض على العقول ،وتتجه النفوس الضعيفة إلى جحور الشر لتتلاقح مع الانحراف والجريمة، عندما يظهر الإرهاب بعقيدته الحيوانية وشريعته المتوحشة مطارداً للقيم السامية ، ومهدداً للحياة الإنسانية ،التي يرى في تعكير صفوها وتلوين ثوبها بدم الأحرار والأبرياء والشرفاء تحقيقاً لهدفه المنشود،وراحة لنفسه المدمنة أفعال القتل والإجرام.

وبخلاياه السرطانية المنتشرة في كل مكان من هذا العالم، لا يهدأ ولا يهنأ له بال إلا إذا شرَد ويتَم ورمَل وأحرق وأباد..لأن مكوناته البارود والمتفجرات،وفلسفته مبنية على إلحاق الموت والدمار بكل من يخالف رأياً أو يتخطى قوانينه التي لا تتفق ـ ولا بأي شكل من الأشكال ـ مع إنسانية البشر وحضارتهم وعلمانيتهم وثقافتهم،فهو لا يقبل حواراً، ولا يعرف منطقاً، ولا يسمع إلا نداء الشر المسيطر على فكره وقلبه،ولا يروق له رؤية الناس يعيشون بأمن وسلام ، ولا يعجبه سعيهم لبناء الحضارات والتحليق في فضاء العلم والمعرفة، لأنه بعيد كل البعد عن الحضارة والعلم والمعرفة.

والفكر الإرهابي أذلي بدأ منذ وجود الإنسان على هذه الأرض إلا أنه في هذه المرحلة نحا منحى مخيفاً ومنظماً،واعتمد منهجاً استخدم فيه كل وسائل الإجرام الحديثة فأصبح بذلك خطراً حقيقياً على الوجود الإنساني، وعائقاً كبيراً أمام تقدم المجتمعات الإنسانية وتطورها، ومن يرَ آلة الإرهاب الصهيونية وهي تفتك بالشجر والبشر والحجر في فلسطين الأبية يدرك مدى خطورة هذا الفكر على الأمم والشعوب ،ومن تسنى له ـ أيضاً ـ زيارة جنوب لبنان و أفغانستان والعراق يرى همجية ووحشية الإرهابيين الفاقدين لكل الخلاق والقيم السامية التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى،وبنظرة سريعة على التفجيرات التي حصلت منذ فترة في مترو الأنفاق بموسكو وما أحدثته من ذعرٍ وخوفٍ وإجرام راح ضحيته عشرات الأبرياء الذين كانوا يستقلون (المترو)متوجهين إلى عملهم .... يُعرف أن الإرهاب لا دين له إلا الشر ‘ ولا لون له إلا السواد،ولا أرض له إلا مسرح الجريمة ..من هنا فإن شحذ الهمم وتوحيد الصفوف ورصَها في محاربة هذا الفكر الفاسد ضرورة مُلِحة يقتضيها تطهير الوجود البشري من كل الجراثيم والوحوش التي لا تتقن إلا الأذيَة والخراب والموت.