تاريخ المخدرات 1

المخدرات في التاريخ


كان الناس في الماضي يتعاطون المخدرات دون اي رقابة او منع من أجهزة الدولة .. بل كان رجالات الدولة هم أيضا يتعاطون المخدرات نذكر من هؤلاء الرجال مثلا "رجالات بريطانيا العظمى"فكما

يذكر في التاريخ ..ويؤكد تقرير الكلية الملكية للأطباء النفسيين في بريطانيا .. أن جلا دستون رئيس وزراء بريطانيا ..كان يضع الأفيون في فنجان القهوة في البرلمان البريطاني دون اي حرج ويقول

التقرير ان معدل ماكان يستهلكه البريطانيون من الأفيون في ذلك الزمان يساوي 150 حقنة مورفين لكل فرد من سكان بريطانيا في السنة .. وهذا يعني أن استعمال المخدر لم يكن يلقى أي اعتراض رسمي

او شعبي في البلاد ..بل على العكس فقد كان يلقى استحسان واقبال لا مثيل له أنذاك .....

كان هذا شأن معظم الدول الأوروبية .. وخاصة بريطانيا وفرنسا حيث تزعمتا تجارة الأفيون في العالم .. وكانت تكسب من هذه التجارة أرباحا خيالية ..ولذلك زرعت الخشخاش في مستعمراتها في الهند

ونشرت عادة تدخين الأفيون بين شعوب جنوب وشرق أسيا وخاصة في الصين ... وعندما تنبه امبراطور الصين للخطر الداهم الذي ألم بالبلاد بسبب أدمان نسبة كبيرة من شعبه على تعاطي الأفيون انبرت حكومة

الصين الى لمحاربة ومنع تدخين الأفيون بين رعاياها وكانت بذلك سباقة بين حكومات العالم في تلك الخطوة ...

بما ان بريطانيا سيدة تجارة الأفيون في العالم والرابحة الأولى في هذه التجارة بعد فرنسا ..فقد قاومت رغبة حكومة الصين مقاومة كبيرة لأن الصين هي السوق الأكثر ربحا ..وأدى ذلك في نهاية المطاف الى قيام

حربين كبيرتين مع بريطانيا التي ساندتها فرنسا وخسرت الصين في كلتا الحربين ..

في تلك الأزمنة .. وفي القرنين الثمن عشر والتاسع عشر ..كان الأفيون ومشتقاته يباع علنا في اوروبا و أميركا دون أي حظر أو رقيب ..كان الناس يقبلون عليه دون اي رادع او مسائلة ..إذ كان تعاطي

المخدرات مسموحا حسب القوانين في ذلك الزمان ..ولم يكن لهم نفس النظرية السائدة عندنا اليوم ..وكان أيضا بعض سكان الوطن العربي يتعاطون الخشخاش في الخفاء خصوصا في لبنان وسورية ومصر والمغرب

وكان سكان أمريكا الجنوبية يمضغون أوراق أشجار الكوكا "الشجرة التي يصنع منها الكوكائين "منذ ألاف السنين وبعد اكتشاف الكوكائين الذي يستخرج من أوراق تلك الشجرة أصبح هذا المخدر يباع في اوروبا وامريكا

لأي مستهلك يدفع الثمن ..وكانوا يعتبرونه من المواد الباعثة للسعادة ...



المخدرات في القرت العشرين


في مطلع القرن العشرين بدأ الأطباء والعلماء والمثقفون يتنبهون الى خطورة المخدرات والأضرار الجسيمة التي تسببها للمتعاطي .. ونادوا الى محاربتها بكل الوسائل الممكنة ..فأخذت بعض الحكومات تتجاوب مع تللك

الأصوات... وتمخض رسميا أول قرار دولي يصدر علنا في اوروبا يمع تدخين الأفين حيث وقع عليها تسع دول فقط .. كان ذلك في عام 1909م

ثم عقدت اتفاقية لاهاي عام 1912م التي تمنع تدخين الأفيون .. وبعدها وفي عام 1914م صدر قانون هاريسون في الولايات المتحدة الأمريكية الذي حرم بيع واستعمال الكوكائين والأفيون ومشتقاته إلا بموجب وصفة طبية ...

وفي عام 1925 تم الأتفاق بين مجموعة من الدول للحد من تجارة الأفيون ..

ثم في عامي 1931__1936 وقعت الدول الأوروبية في جنيف اتفاقين للح من التجارة بالأفيون وكانت اتفاقية 1936م متميزة بين تلك الأتفاقيات "لم تلغ اتفاقية عام 1961م هذه الأتفاقية"

وفي عام 1946م أصدرت الأمم المتحدة قرارا يقضي بمحاربة الأفيون بواسطة المنظمة ووقع عليه عدد محدود من الدول ثم توالت القرارات وازدادت عدد الدول المؤيدة لمنع انتشار المخدرات بكل صورها وأشكاله ..

وكان اتفاق عام 1961م أهم تلك الأتفاقات حيث وقع عليه 115 دولة في حينه ثم انضمت اليها دول اخرى كثيرة ..وتعرف هذه الأتفاقية بالإتفاقية الوحيدة للمخدرات "لأنها لغت كل الأتفاقيات السابقة ماعدا اتفاقية عام 1936م "

وقد أعطت هذه الأتفاقية الحق لكل الدول بأن تعد جداول الأتفاقية الأربعة بنقل مادة مثلا من مخدر شديد الخطورة الى مخدر قليل الخطورة وبالعكس ..


وسأرفق في تتمة لهذا الموضوع لوائح الجداول الأربعة التي اقرتها الامم المتحدة ....