عادات وتقاليد الخطبة والزواج قديما في محردة

كتب هذا المقال الأستاذ سمير مشعرة الباحث في تقاليد وفنون وعادات مدينة محردة وريفه

لكل مدينة تقاليدها التي تعبر عن هويتها الشعبية وخصائصها الحياتية ،
ولعل أكثر ما تتضح هذه التقاليد عند الناس في طقوس الخطبة والزواج حيث تأخذ شكلاً مميزاً جداً . واليوم ..‏
مراحل الخطبة يقوم أهل الشاب بدعوة بعض الوجهاء وأفراد العائلة ليذهبوا إلى بيت الفتاة ليطلبوا يدها للخطبة فيقوم أهل الشاب بطلبها عدة مرات حتى يوافق أهلها وبعدها يحضرون الكاهن (الخوري) ومعه عدد كبير من الأهالي ومعهم حملة /حملة العبي / التي كانت تعبأ بقطع الحلوى وبعد أن تتم المباركة يوضع منديل فيه بعض الليرات الذهبية ويصلي الخوري عليه اسمها صلاة الخطبة وبعدها توزع الحلوى على الحضور وكان يحدث هذا دون حضور الخاطب ولاالمخطوبة لأن تقاليد محردة تمنع حضورهم أو مشاهدتهم لبعضهم أثناء الخطوبة وفي اليوم الثاني بعد الخطوبة يلزم على الخطيب العريس أن يملأ منديلاً بالحلوى والسكاكر المختلفة ويحضر معه أصدقاؤه ورفاقه ليتجرأ بالدخول إلى منزل العروس ويقدم هذا المنديل التي تستعملها الخطيبة لباساً لرأسها وكانت تدعى (القرموطة) وكانت الأعراف والتقاليد تمنع المخطوبة من المرور في الحي الذي يسكنه الخطيب وإذا دعتها الظروف للمرور أمام بيته فالأحسن والأفضل لها أن تغير الطريق لأنه من العيب أوالعار عليها أن تمر من حارة خطيبهاأو أمام منزله بعد الخطوبة وبعد أن تتم مراسم الخطوبة تبدأ المخطوبة بالعمل الحثيث لتجهيز المواد اللازمة لها للعرس فتخرج إلى بيادر القمح لتختار( سيفان ) السنابل المسمى (القصل) أبيضها وأخصبها وتصنع منه باقات وتحزمه حزماً متفاوتة الثخانة وتقوم بصبغه بعدة ألوان ثم تصنع منها أطباقاً وصواني وقشاوي مختلفة القياسات والحجوم وهذه الأطباق تلزم للعروس أثناء نقل جهازها المؤلف من ثياب مطرزة بالحرير الطبيعي وقد طرزتها العروس بأصابعها والذي صبغته بيدها لتصنع منها مايسمى بثوب القز والدراعة والبغازية وتزينها حتى تصبح تحفة فنية بالغة الأهمية لدقتها ورسومها الجميلة وكانت العامة تقيس لباقة العروس ومهارتها بقدر ما تصنع من القصل والدراعات والبغازيا والطواقي التي فيها نوعان /نوع المطرز بالحرير بأشكال هندسية لا أحلى ولا أجمل من ذلك / ونوع آخر أبيض سادة ، وهذه العمرات كانت تقدمها لمن كان ينقطها بعد الإكليل فالشباب تقدم لهم الطاقية الحمراءأما الكهول فتقدم لهم الطاقية البيضاء مع قبلة على كتفه احتراماً وامتناناً . العرس المحرداوي قديماً في اليوم الأول يخصص لمراسم الحنة للعريس وذلك بعد إقامة حفل يقام في منزل أهل العريس من المساء حتى ساعة متأخرة من الليل فالمطرب الذي يعزف علىالعود توضع له طاولة خاصة أما باقي المواطنين فكانوا يجلسون على الأرض ويفرش أمامهم أكياس من الخيش وهي عبارة عن أكياس محاكة بالقطن كان يستعملها الفلاحون لنقل التبن من البيدر إلى المغارة ليقوم الفلاح بتخزينه وفي اليوم الثاني تحنى العروس ويقوم أحد أفراد العائلة بوضع مادة الحنة على أيديها وعلى أقدامها مع القيام ببعض الرسومات والزينة وذلك بوضع لفافات العجين حيث يتخللها الحنة وفي اليوم الثالث يقوم العريس بالإستحمام ويصطحبه أصدقاؤه ورفاقه إلى ساحة القرية (الحارة) وحوله الأصدقاء والأهل ويقوم الأصدقاء بإلباسه الثياب الجديدة حتى الحذاء الجديد والعقال الجديد ويوضع له وردة حمراء على عقاله ثم يركب على حصان مكسو بشراشف من الحريرالمختلفة الألوان ويدور حول القرية يتقدمه عراضة وتسير الجماهير من خلفه وأثناء تجواله يتقدم أحد الأصحاب ويدعو العريس لتناول قسط من الراحة والضيافة ويحتفل صاحب المنزل بالعريس ويمد الفرش والبسط وتكون الفرش مغطاة بشراشف الحرير والأرائك ممدودة وموضوعة فوق الفرش ويجلس العريس عليها دون أن يخلع حذائه وبعد فترة قصيرة يتابع العريس المسيرة حتى يصل نقطة الإنطلاق . العروس يتم تجهيز الجمل ويوضع على ظهره الهودج ويفرش على ظهره السجاد والشراشف المصنوعة من القطن أو الصوف الملونة بجميع الألوان الزاهية كما يزين رأس الجمل وصدره . وهنا يطلب الأذن من أهل البيت بالسماح لأخذ العروس فيقوم والد العروس أو كبير العائلة مع أحد أقارب العريس بمرافقتها حتى تركب على ظهر الجمل في وسطه وعلى جانبيها فتاتان من صديقاتها ورأس العروس مكلل بمحارم الحرير الشفافة والفتاتان تلبسان عباءات سوداء اللون لا يظهر منها إلا وجهها ثم تبدأ رحلة العروس يتقدمها قارع الطبل والمزمار والأهازيج والزغاريد والأغاني الشعبية والشباب يعقدون حلقات الدبكة والرقص الشعبي الجميل على صوت المزمار والشبابة ويمرون أمام العروس ويصافحونها مصافحة اليد وعندما يصل الموكب إلى بيت العريس تقدم أم العريس عجينة مزينة بالورد لتقوم العروس بلصقها على باب المدخل وفي هذه الأثناء يحضر جدي ماعز أسود اللون ليذبح أمام بيت العريس وتقوم العروس بلباسها الجميل بالقفز فوقه والصاق العجينة وعندها يكون العريس واقفاً على سطح المنزل ليلقي بحبات القضامة والملبس والسكاكر وعليه أن يصيب رأس العروس ولو بحبة حلوى واحدة ثم تدخل العروس إلى غرفتها فتجد منصة مرتفعة ومزينة ومغطاة بالسجاد لتتربع وتجلس بجوارها مجموعة من رفيقاتها والعروس ترتدي اللباس التقليدي الشعبي ورأسها مزين بأكاليل الورد وصدرها موشح بالزهر وجبينها موشح بوشاح من الفضة يسمى الثدامة ويصدر أصواتاً عند تحركها‏