من منشورات الأستاذ أفثيميوس أسو - اليونان

دمشق 9 ـ 1 ـ 2011
من منشورات الأستاذ أفثيميوس أسو – اليونان
بعد ترقب وانتظار, قام الأستاذ أفثيميوس أسو ـ أستاذي الذي علمني قواعد اللغة اليونانية ـ مشكوراً بإرسال ثلاثة كتب لي ـ من كتبه العديدة ـ الصادرة مؤخراً في عام 2010 .
الكتاب الأول مطبوع باللغة اليونانية , وهو بعنوان / كنيسة مدينة الله أنطاكية / , وهو تأريخ للبطريركية الأنطاكية الأرثوذكـسية , وأستطيع القول أنه يتمم الأجزاء الثلاثة من كتب المرحوم الدكتور أسد رستم والتي توقفت عند عام 1928 , إذ يواكب مراحل الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكـسية وما مرت به من انشقاقات وأزمات حتى اليوم , وهو مؤلف من 226 صفحة .
وأنا شخصياً ورغم أن لدي بعض التحفظات على ما ذكره الأستاذ والصديق أفثيميوس أسو , حول تحول البطريركية الأنطاكية من اعتناق الفكر والتوجه اليوناني , إلى اعتناق الفكر والتوجه العربي , فإنني وجدت في هذا الكتاب معلومات مستفيضة عن تاريخ كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى , وتسلسل وسيرة بطاركتها في الجزء الأول , وقوانينها في الجزء الثاني .
ومما لفت انتباهي ما جاء في الفصل الثالث من الجزء الأول , والمتعلق بسيرة المثلث الرحمات البطريرك الشهيد والقديس الياس الرابع معوض ( 1914 ـ 1979 ) , ما ذكره المؤلف في الحواشي والتي اعتمدت غالبيتها على بيانات ومنشورات قدس الشمـاس اســبيرو جـبور صفحة / 94 / حول عمليات ومحاولات اغتيال عديدة تعرض لها الشهيد القديس البطريرك الياس الرابع , وأن قدس الأب رومانوس جوهر التابع لأبرشـية طرابلـس والذي أصـدر كـتاباً بعنوان / رجل المحبة / كتب فيه بأن المخابرات الأرجنتينية أحبطت محاولة الموساد الإسرائيلي لاغتيال البطريرك الياس , وأن جرعة الــــسم الأولى أعطيت لغبطته في البرازيل .
وهنا لا بد لي من ترجمة ما ذكره المؤلف في الصفحة 93 من كتابه حيث كتب :
/ " لم يكن متوقعاً الوفاة المفاجئة والمبكرة للبطريرك الياس الرابع , والتي حدثت في الساعات الأولى من فجر 21 ـ 6 ـ 1979 . إن هناك الكثيرون ممن يعتقدون أن سبب الوفاة لم يحدث بسبب طبيعي ولكنه كان نتيجة عملية مخططة .
وبقربه في الساعات الأخيرة كان هناك من يثق به وهو سيادة مطران بغداد قسطنطين بابا ستيفانو , مع كاهنين شابين حينها : الأب بولص. ش , والأب بطرس . م ( الكاتب يذكر الأسماء كاملة وواضحة ) , وكما يقال ويشهد به فهما اهتما كل لمصلحته باستغلال الفوضى الحاصلة في تلك الساعة .
كافة ما تركه البطريرك الياس من ما هو مكتوب بخط يده جمعها المطران كوستا بابا ستيفانو ووضعها في حقيبة وسلمها للأب بطرس للحفاظ عليها . للأسف فإنه احتفظ بها لنفسه , وهي موجودة بين يديه حتى اليوم حيث يقيم مع زوجته في تسالونيك كعلماني .
والأدوات الشخصية للمنتقل البطريرك الياس , كسـاعة يده , صـلبان , وأيقونات صدر ( انغولبيون ) , أيقونات , وأشياء أخرى ثمينة , فقد تمكن وأحتفظ بها لنفسه الأب بولص . ش , وهو الآخر يقطن في أثينا ككاهن في رئاسة أساقفة أثينا . وهو بذاته الأب بولص يقر بأنه أخذ بعض الأشياء كبركة وتذكار مقدس .
الكثيرون يعتبرون أن الوفاة المفاجئة للبطريرك الياس الرابع كما ذكرنا , هي عملية قتل مخططة , ويقال بأنها نجحت بواسطة طريقة التســـمـيــــم , والتي نجحت بواسطة مشاركة أحد الكهنة الموجودون في الصرح البطريركي ". /

إضافة لما ورد أعلاه فإن السيد بطرس انتقل في شهر حزيران 2010 , وقام قدس الأب نيكتاريوس عدرا وخلسة عن الكاهن اليوناني المسؤول عن الدفن بتقليده البطرشيل الكهنوتي والصليب حسب قوله , ولا أعلم إن كان هذا مسموح به كنسياً للعلمانيين أو للكهنة السابقين .
وللذكرى والتاريخ أفيد بأن أحد منشورات قدس الشماس اسبيرو جبور يتحدث عن حقيبة أيقونات طوى المجمع عملية اختفائها .
الكتاب الثاني بعنوان " التعليم المسيحي الأرثوذكـسي " وصدر باللغة العربية , وتصدرت صفحة الغلاف الأول صورة أيقونة السيدة العذراء الملكة , والموجودة في كنيسة رقاد السيدة في حلب , وتاريخ رسمها عام 1736 م , ونقلاً من قصيدة للمؤلف قال فيها :
" لم يبق لي فيك ياوطني / سوى حفنة من تراب / وأحلام ولدت سراب / وبقايا من عظام أختي وجدتي وأبي " كان إهداء الكتاب " إلى روح أختي وجدتي وأبي , وما تبقى من عظامهم في تراب الوطن " .
وقام الأستاذ أنطون معوض بمراجعة وتنقيح نص الكتاب وكتابة مقدمته .وكما ذكر الأستاذ أفثيميوس في مقدمته بأن هذا الكتاب والمؤلف من عشرين فصلاً وعدد صفحاته 203 , هو مؤلف اقتباساً من كتب التعليم المسيحي الأرثوذكـسي في المدارس اليونانية , وأن قصده من طباعته هو تزويد المكتبة المسيحية الناطقة بالعربية بعمل متواضع ومكتبات إخوته وأولاده وأصدقائه بأثر مكتوب يذكرون مروره في حياتهم .
وأما الكتاب الثالث فهو عبارة عن مخطوطة مكتوبة من قبل عبد الله بن المرحوم المقدسي مخائيل طراد البيروتي , وقد قام حفيد من آل طراد بتزويد الأستاذ أسو بها في أواخر التسعينيات من القرن المنصرم , لترجمتها إلى اليونانية والكتاب مؤلف من 211 صفحة , و قد صدر الكتاب بعنوان مؤلفه الأصلي وهو " الكـوالكـــه " باللغة العربية تمهيداً لترجمته إلى اليونانية .
ويلحق بالمخطوطة بيان سطره غطاس قندلفت وزود السيد طراد به الدكتور جان بول اسكندر قندلفت ويتضمن أسماء الكتب اليونانية والعربية الموجودة في مكتبة المدرسة الاكليريكية , كما يوجد بيان آخر عن الكتب الموجودة في خزانة المدرسة في 29 / 12 / 1904 , كما يوجد بيان آخر بالكتب التي صار ارسالها إلى مدرسة دير مار الياس شويا .
ومن الجدير بالذكر أن الأستاذ أفثيميوس أسو حائز على شهادتي اللاهوت والحقوق من جامعة أثينا , وكان سابقاً يعمل في السفارة السورية 1970 , ويدرس الطلاب الذين يرغبون بدراسة اللغة والقواعد اليونانية , وهو نائب رئيس جمعية المترجمين اليونانيين , وموظف في غرفة التجارة العربية اليونانية , و مدير المكتب الشخصي للبطريرك الأورشليمي عام 2005 , ومدير مدرسة ثانوية يونانية , ومساعد عميد كلية اللاهوت في البلمند عام 1972 , وله الكثير من المشاركات والمحاضرات والعديد من الكتب الدينية والثقافية والأدبية .
اليان جرجي خباز