لا يمكنك أن تغرق فى البحر الميت لماذا؟

نبذة أولا عن البحر الميت
البحر الميت وكان تسمى قديما “ببحيرة لوط”, هو بحيرة يعتبر سطحها أعمق نقطة في العالم على اليابسة حيث يقع على عمق 417 متر تحت سطح البحر بحسب قياسات عام 2003 وتقع ما بين الاردن،وفلسطين . وله عبر التاريخ ذكر في جميع الحضارات التي سكنت حوله، وكلها تنعته بصورة أو بأخرى بصفات تعود إلى شدة ملوحة هذا البحر أو خلوه من الكائنات المائية.
وقد أطلق على هذه البحيرة اسم «البحر الميت» بسبب عدم قدرة الكائنات الحية أو الاسماك على العيش فيه لكون مياهه شديدة الملوحة، فهي تقارب عشرة أضعاف ملوحة المحيطات، وتتغير هذه اعتمادا على العمق. كما لا تعيش فيه الكائنات الحيه بالرغم من وجود بعض أنواع البكتيريا والفطريات الدقيقة فيه. يقع البحر الميت في منخفض عميق يشكل جزء من الشق السوري الأفريقي، وحسب نظرية عالم الإراضة البروفيسور ليو بيكارد [1] كان في الماضي جزءا من بحيرة واسعة حلوة المياه امتدت على منطقة غور الأردن ومرج بن عامر وصبت في البحرالأبيض المتوسط وحسب هذه النظرية أسفرت التغييرات في علوّ الأرض قبل مليوني عام تقريبا إلى انقطاع الوصلة بين تلك البحوالبحر الأبيض المتوسط، وإلى تضيق البحيرة إلى بحيرة طبريا نهر الاردن والبحر الميت. فأدى حصر مياه البحر الميت، وتبخر الماء إلى زيادة نسبة الأملاح فيه.
يبلغ طول البحر الميت 37 كيلومترا وعرضه خمسة عشر كيلومترا وسبعمائة متر أما انخفاض سطحه عن سطح البحر الأبيض المتوسط فيبلغ 417م. وتبلغ مساحة البحر الميت الإجمالية حوالي 945 كيلومتراً مربعاً. وأما أعمق عمق له فيبلغ 401 متراً ويقسمه شبه جزيرة اللسان إلى شطرين غير متساويين فالشطر الجنوبي هو مستنقع مالح ويبلغ عمقه من 6 إلى 8 أمتار…
التفسير العلمي لعدم غرق إنسان أو أي كائن في هذا البحر إن مياه البحرالميت مالحة جداً بحيث لايمكن لأي كائن حي أن يعيش فيها ، ويساعد مناخ المنطقة الحار ، الذي يندر فيه هطول الأمطار ، على تبخر مياه سطح البحر بكثرة ، وفي هذا الحالة يتبخر الماء النقي وحده وتبقى الأملاح في البحر ، فتزيد من ملوحة مياهه لتصل إلى نسبة 27 % أو أكثر ، وتزداد الملوحة بازدياد العمق على عكس معظم البحار والمحيطات التي تصل نسبة ملوحتها 2 % أو 3 % .
و معنى هذا أن حوالي ربع محتويات البحر الميت عبارة عن أملاح مذابة في مياهه ، وتُقدر الكمية الكلية للأملاح الموجودة فيه بنحو أربعين مليون طن ! .
و يعزى سبب الملوحة الزائدة لمياه البحر الميت إلى إحدى خواص البحر الميت المميزه ، وهي أن مياهه أثقل كثيراً من مياه البحر المعتادة ، ولهذا يستحيل الغرق في مثل هذا السائل الثقيل لأن جسم الإنسان أخف من ذلك السائل .
و يقل وزن جسم الانسان بدرجة ملحوظة عن وزن نفس الحجم من الماء الزائد الملوحة ، وتبعاً لقانون الطفو فإنه يستحيل أن يغرق الإنسان في البحر الميت ، لأنه سوف يطفو على صفحته كما تطفو بيضة الدجاجة في الماء المالح ( في حين أنها تغوص في الماء العذب ) .
و قد ذهب أحد بالفعل إلى ذلك البحر للتحقق من صدق تلك الاستنتاجات و لمعرفة ذلك لنستمع إلى الوصف التالي لأحد العلماء الذين ذهبوا للبحر الميت بالفعل وسبحوا في
مياهه الثقيلة :
( لقد كانت سباحة مضحكة ، حيث لم يكن بوسعي أن أغوص في الماء ، ويستطيع الإنسان هنا أن يتمدد على صفحة الماء بكامل طوله وهو مستلق على ظهره مع وضع يده على صدره وسيكون الجزء الأكبر من جسمه خارج الماء . ويمكنه عند ذلك أن يرفع رأسه تماماً ، وفي استطاعته أن يستلقي على ظهره براحة تامة مع رفع ركبتيه نحو ذقنه ومسكهما بيديه ولكنه سرعان ما ينقلب لأن ثقل الرأس سيرجح ، ويستطيع الإنسان الانتصاب على رأسه حيث سيكون الجزء الممتد من منتصف صدره إلى أخمص قدميه خارج الماء ، ولكنه لن يستطيع البقاء في هذا الوضع لمدة طويلة ) .
و لكن .. هل يستطيع الإنسان السباحة على ظهره وقطع مسافة ملحوظة ؟
فى الحقيقة , لا . لأن قدميه ستكونان خارج الماء الأمر الذي يجعله يدفع الماء بعقبيه فقط .
و هل يستطيع الإنسان أن يسبح على بطنه ووجهه إلى أسفل كما هو المعتاد في أحواض السباحة العادية ؟
الإجابة على ذلك إن فعل ذلك في البحر الميت فإنه لن يتحرك إلى الأمام وإنما إلى الوراء ! .
ولقد قرأت في هذا الخصوص عن وجود نوع من الماء يكون في حالته النقية أثقل من الماء العادي بمقدار محسوس , و يوجد مثل هذا الماء الذي يبلغ وزنه النوعي 1.1 أي أكثر من الوزن النوعي للماء العادي بمقدار 10 % .
و لذلك فأن الشخص الذي يستحم في مثل هذا الماء لايغرق فيه إلا بصعوبة ولو كان لايجيد السباحة ، وقد أطلق على هذا الماء اسم ( الماء الثقيل )